هذه مذكرة درس الشعور واللاشعور مفصلة , اضغط هنا للاطلاع على المذكرات التقنية المختصرة

شاهد ايضا:

مذكرة درس الاخلاق

نموذج تحليل نص فلسفي , الانظمة السياسية

نموذج تحليل نص فلسفي , الشعور بالانا والشعور بالغير

الحصة: درس نظري.

الإشكالية الأولى: في إدراك العالم الخارجي.

المشكلة الثالثة: في الشعور و اللاشعور.

الشعبة: 03آداب وفلسفة

التقويم: شفوي، كتابي، مرحلي، ختامي، ذاتي.
المراجع: كتاب إشكاليات فلسفية، معاجم فلسفية و تراجم للفلاسفة، وثائق مكتوبة و صور ذات صلة بالدرس.

الكفاءة المستهدفة: إدراك العلاقة الجدلية بين الوظائف الذهنية العليا والتمييز بينها.

الـجــانـب المنهجيالــــمضــــــاميـــــــــــــن الــمـعــرفـــــية
 
المجال الإشكالي:

المجال التساؤلي للإشكالية الأولى:

ـ عندما نقول بأن مصدر المعرفة الحسية هو الحواس،فهل نعني بدلك أنه ليس مسبوقا بأي نشاط دهني؟ أليس لمكتسباتها اللغوية و الفكرية ،و لمكبوتاتنا النفسية دخل في تحديد مدركاتنا؟ و هل يعني هدا أننا لا نستطيع أن ننظر إلى العالم الخارجي ،كما هو في حقيقته :فقد نستحضره حسب إرادتنا،و نؤوله حسب عاداتنا،و أهوائنا و حياتنا الانفعالية ،و قد نستبدله بعوالم أخرى نبدعها بتخيلاتنا؟
المجال التساؤلي للمشكلة الثانية:

ـ على الرغم من أن الإنسان يتميز بشعوره إلا أن لاشعوره، فيما يرى التحليل النفسي يكشف عن طبيعته الأولى و يفضح مكبوتاته و يؤثر في توجيه سلوكه فهل يتجه بنا هذا الطرح إلى اعتبارا لاشعور قضية فلسفية أم قضية علمية؟
الأسئلة التشخيصية لبداية الدرس.
مذكرة درس الشعور واللاشعور
ـ عرض وضعية مشكلة ص 56 ،57 ـ سجينين متجاورين في زنزانة كل واحد منهما سرير وساعة حائطية وأحدهما محكوم عليه بعقوبة كبرى وسينفذ فيه الحكم بعد شهرا و الثاني محكوم عليه بشهر ويخرج بعد ذلك. ونتخيل معايشتهما للمدة المتبقية.
– هل هناك فرق في الشعور بالزمن لدى السجينين ؟
* تحليل الوضعية:

– أن الزمن موضوع الشعور يتم بواسطة النظر إلي الساعة ومعايشته بانفعال.
– نتائج الشعور في الحالتين اختلفت و تمايزت لأن لحظات السعيدة تمر بسرعة بينما لحظات الشقاء تسرى ببطء شديد.
من وحي التمايز بين كل من السجنين نتساءل:

كيف نعرف الشعور؟.
ـ و مادام الشعور معرفة فما هي مميزات هذه المعرفة؟
أسئلة
المؤشر
أجاب عن السؤال
X

 
أغلبية التلاميذ
 
البعض
قلة منهم
ـ الشعور ليس على مستوى واحد بل هو درجات و مراتب بحسب الموضوعات فما هي مراتب الشعور؟
ـ ما هي أهم الخصائص التي تميز النشاط الشعوري؟
مذكرة درس الشعور واللاشعور
هل بإمكانك أن تكون سعيدا و حزينا في نفس الوقت؟
هل أحوالنا النفسية مستقرة و ثابتة؟
ـ هل حصل و توقفت عن الشعور؟
هل يمكنك تقدير حبك لأمك؟…
– هل فعلا أن حياتنا النفسية كلها شعورية ؟
أسئلة
المؤشر
أجاب عن السؤال
X

 
أغلبية التلاميذ
 
البعض
قلة منهم
عرض وضعية مشكلة:

ـ لنتابع جلسة حوار بين طالب جامعي يعاني حالة فوبيا (ط) و أخصائي نفسي(خ)
تحليلها:

ـ أن العوامل التي عاشها هذا الطالب في طفولته هي السبب الحقيقي للفوبيا. وبمرور الوقت نسي القصة لكن بعد دخوله الجامعة نشب خلاف بينه وبين أبيه إزاء خططه لزواج ، وهذا أدى إلى ظهور وإحياء الخبرة القديمة دون أن يتذكرها بصورة حقيقية .
مذكرة درس الشعور واللاشعور
استنتاج: على ضوء ما سبق ذكره نستخلص أنه توجد أمور تحدث فينا، وتوجهنا دون أن نشعر بها. ففيم يتجلى ذلك؟(مجموعة حوادث نفسية تؤثر في سلوكنا و لا نشعر بها)
ـ هل مرت بك حالات لم تجد لها تفسير كالاكتئاب المفاجئ،أو الانجذاب إلى شخص أو النفور منه؟
إذن ما مفهوم الشعور و ما هي أشكاله ؟
أسئلة
المؤشر
أجاب عن السؤال
X

 
أغلبية التلاميذ
 
البعض
قلة منهم
(ليبنز:هذير البحر الذي نسمعه في صورة كلية لكنه في الحقيقة مؤلف من ضجة كل موجة على حدا ،أي أننا نسمع كل موجة على حدا لكن بصورة غير مشعور بها )
(أثناء التنويم يستعيد الأحداث التي لا يستطيع ذكرها أثناء اليقظة مع إيحاء الطبيب له بأن كل ذلك قد مر و انتهى فيشعر المريض بالراحة عند يقظته).
ـ الهستيريا: مرض عقلي عصبي يتجلى في الهيجان،الشلل،اضطراب ذهني فقدان الذاكرة)
(فرويد كان طبيب للأعصاب في فينا و سمع بشهرة شاركوا فسافر لباريس للاستفادة منه و تأثر بطريقته و عاد لممارستها في فينا)
ـ(تابع فرويد تجارب زميله الذي كان يستخدم التنويم و لكن اقترحت عليه إحدى مرضاه بلهيستريا طريقة التنويم + التعبير التي أدت إلى تخفيف أعراض مرضها)
– ما هي النقاط التي يمكننا أن نستنتجها من فكرة التحليل النفسي عند فرويد ؟
ما هي الدعائم التي تقوم عليها مدرسة التحليل النفسي؟
مذكرة درس الشعور واللاشعور
(عقدة أديب في الأسطورة اليونانية حسب سوفوكليس فإن أوديب يقتل والده و يتزوج أمه دون وعي منه) .
ما هي المبررات التي قدمتها مدرسة التحليل النفسي لإثبات اللاشعور؟
.
الميول الجنسية “التكاثر”مظاهر الحب بين الآباء و الأبناء و كل الناس و الوجدانية الطفل.
الدمار في الحروب، و الانتحار ، و سلوك الطفل في تحطيم الأثاث و لعبه.
ـ كأي أمر جديد يحصل فإنه إما يلقى القبول و الترحيب من جهة كما قد يلقى النقد من جهة أخرى، فكيف الحال بالنسبة لاكتشاف للاشعور كمنطقة ثانية في الشعور كما يقول فرويد؟
أسئلة
المؤشر
أجاب عن السؤال
X

 
أغلبية التلاميذ
 
البعض
قلة منهم
هل هذا يعطي لها ميزة نظرية علمية؟
1870م ـ 1937م
1875م ـ 1961م
من خلال معرفتك بالشعور و اللاشعور ماذا تستنتج؟
 
 
 
 
 
 
مذكرة درس الشعور واللاشعور
 
 
 
 
 
مذكرة درس الشعور واللاشعور
 
 
 
 
مذكرة درس الشعور واللاشعور
 
 
 
 
مذكرة درس الشعور واللاشعور
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
مذكرة درس الشعور واللاشعور
 
 
 
 
 
 
 
مذكرة درس الشعور واللاشعور
 
 
 
 
 
 
 
مذكرة درس الشعور واللاشعور
 
 
 
 
 
 
 
 
مذكرة درس الشعور واللاشعور
 
 
 
 
 
 
مذكرة درس الشعور واللاشعور
المكتسبات القبلية المفترضة:
– كفاءات وقدرات لغوية للتعبير والتواصل، والكتابة.
– كفاءات معرفية تاريخية مرتبطة بالحضارة اليونانية القديمة، والحضارة الإسلامية الوسيطة، والحضارة الغربية الحديثة والمعاصرة.
– معارف علمية وتاريخية سابقة.
– التمكن من الكفاءات الفلسفية المكتسبة من دراسة المشكلات الفلسفية المقررة السابقة(اللغة و الفكر).
مقدمة: طرح المشكلة
ـ النفس الإنسانية كيان معقد في غاية التعقيد مما يجعلها تستعصي على المعرفة و تعجز على التنبؤ بأفعالها في كثير من الأحيان و قد اهتم علم النفس بدراسة الإنسان ككائن حي له نفسية متميزة تشتمل على مجموعة من الميول و الرغبات و المشاعر و الأفكار التي لا يدركها الإنسان إلا من خلال الشعور بها و عليه نتساءل
ـ ما هو الشعور؟ و ما هي مميزاته؟ و ما هي خصائصه؟ و درجاته؟
ـ مفهوم الشعور:

ـ هو وعي و إدراك مباشر تتميز به الظواهر النفسية عن الظواهر الطبيعية، أي أن الشعور هو معرفة مباشرة لما يجري داخل النفس من أحزان و أفراح و ألم و لذة.
ـ يعرفه جميل صليبا”هو إدراك المرء لذاته و أحواله و أفعاله إدراكا مباشرا فهو أساس كل معرفة إنسانية”
ـ و يعرفه محمود يعقوبي”الشعور بالشيء هو إدراكه و العلم به على سبيل الفطنة لا على سبيل الاستدلال”
و يعرفه لالاند”الشعور بمثابة الحدس أو الاطلاع المباشر دون وسائط على الحياة النفسية الباطنية “
و عليه يكون الشعور هو معرفة الذات أو النفس لأحوالها و أفعالها معرفة مباشرة يقول سقراط”اعرف نفسك بنفسك” .
ـ مميزات المعرفة الشعورية:

مذكرة درس الشعور واللاشعور
ـ أ ـ الشعور معرفة أولية:
ـ لأنها معرفة مباشرة تمارسها الذات بنفسها دون وسائط على الحياة النفسية يعرفه هاملتون”الشعور أحد معطيات الفكر الأولية،ندركه بأنفسنا إدراكا مباشرا”
ـ الشعور معرفة ذاتية(شخصية):
ـ لأنه ملك خاص ،و عالم مستقل مليء بالعواطف و الأحلام و الرغبات و الذكريات لا يمكن لأحد الاطلاع عليها فهي من خصوصية الأنا وحده في الإخبار عنها و الذات أحيانا تعجز عن إخراجها و التعبير عنها في قوالب لغوية لأنها أسرار،و عليه فالقول بمشاركة الآخرين مشاعرهم إلا ضرب من التأدب الاجتماعي لأنه يستحيل مشاركتهم نفس الشعور.
(فأنا الحزين و أنا المحب و أنا وحدي من يعاني و أنا أدرى الناس بأحوالي و لا يوجد غيري يطلع عليها و لا يمكنني التطلع على أحوال الآخرين)نيتشه.
يقول ماريتان”إن شعوري يعرف أكثر من غيري من هو أنا”
ـ مراتب الشعور:

ـ أ ـ الشعور العفوي(التلقائي):
ـ هو الشعور الذي تعيشه الحياة النفسية بشكل تلقائي طبيعي ،فهو الاطلاع المباشر على أحوال النفس بعيدا عن التوجيه و القصد و هو تسجيل للواقع كما هو فهو شعور بالحزن بالفرح …الخ يشترك فيه كل الناس(طفل إنسان متحضر ، بدائي)(مثل شعور التلميذ يوم الامتحان).
ـ ب ـ الشعور الإرادي التأملي:
ـ هو تركيز النفس حول موضوع ما أو حالة نفسية فهو معرفة واعية للأحوال النفسية مبنية على الانتباه و التركيز و التفسير.
ـ و منه نستنتج أن الشعور العفوي بسيط و أقل وضوح و تميزا و يتمثل في الحياة الانفعالية، بينما الشعور التأملي مركب و أكثر وضوحا و تميزا ووعيا و يتمثل في الحياة العقلية.
(و هناك ما تحت الشعور شعور التلميذ أثناء الدرس بموضوع الدرس و بالعالم الخارجي،الإغماء و فقدان الوعي)
خصائص الشعور:

ـ يتميز النشاط الشعوري بعدة صفات و خصائص تعبر عن طبيعته من أهمها
01 ـ الشعور انتقائي الاصطفاء:
ـ حسي وليام جيمس فإن ساحة الشعور لا تسمح بتدفق كل الموضوعات و الشعور بها في لحظة واحدة ،لهذا تختار الذات و تصطفي منها ما يلائمها و يوافق أحوالها مع مختلف المواقف و إهمال ما لا يناسبها،ومن هنا يختلف الناس في شعورهم عن الشيء لاختلاف اهتماماتهم و أمزجتهم.
02 ـ كل متشابك:له هوية:
ـ فالحياة الشعورية بكل أفعالها و أحوالها و تعدد مجالاتها،إلا أنها متكاملة و متداخلة في كل واحد و هو الأنا الشخصي بمعنى أن الحياة الشعورية تقوم على إرجاع كثرة الأحوال النفسية إلى وجدة النفس المدركة”فالشعور وحدة في كثرة”
03 ـ الشعور متغير و متنوع:
ـ الشعور لا يستقر على حال و لا يثبت على موضوع واحد بل يتغير حسب الظروف التي تحيط بنا كالغيوم التي تسوقها الرياح و أشبه بحركة العين،يقول وليام جمس”كثيرا ما ننتقل من ذكرى إلى أمل و من حب إلى بغضاء..”و هذا ما أكده باسكال”الزمن يشفي الآلام و المنازعات و الضغائن لأن الإنسان يتغير و يتبدل من حال إلى حال،فلا الجارح و لا المجروح بباقين على حالتهما الأولى”.
04 ـ الديمومة:
ـ (أضافها برغسون)الشعور نشاط متدفق باستمرار لا يعرف الانقطاع و التوقف متداخل الفترات كسيل جار يقوى أحيانا و يضعف أخرى لكنه لا يتوقف،فالحياة الشعورية دائمة و الأحوال الماضية تبقى في الحاضرة يقول ابن سينا”الشعور تغير في اتصال”
05 ـ كيفي لا كمي و زماني لا مكاني:
ـ الأحوال الشعورية معنوية كيفية لا يمكن قياسها أو تقديرها تقديرا كميا فهي أحوال يمكن وصفها فقط من حيث الشدة و الضعف،و لا يمكن أن يفعل إلا صاحب الشعور نفسه،باعتباره واعيا بذاته و بما يحيط به.
و أيضا لا يمكن أن نحدد مكان الشعور فلا يمكن أن أحدد حبي لأمي في أعلى القلب أو أسفله و لا أستطيع تحديده برطل أو بالدرجة.
خلاصة:

ـ إن الشعور هو حدس نفسي يطلعنا على أحوالنا النفسية الداخلية، يتميز بالاتصال و الديمومة و الانتقاء و يمر بدرجتين عفوي ثم تأملي باختلاف الأشخاص فلكل شخص حياة نفسية متميزة.
الموضوع: الشعور كمبدأ للحياة النفسية

تمهيد:

ـ الشعور فاعلية أساسية تساعد الإنسان على معرفة بعده النفسي و هذا ما عبر عنه سقراط قديما “اعرف نفسك بنفسك”
ـ فهل الشعور أساس الحياة النفسية؟
ـ وما طبيعة التفسير الذي قدمته النظرية الكلاسيكية حول فكرة الشعور كأساس للحياة النفسية؟
 
النظرية الكلاسيكية (التقليدية)

ـ تقوم هذه النظرية على فكرة أساسية و هي أن الشعور هو المبدأ و الأساس الوحيد للحياة النفسية و يحيط علما بكل أحوالها و أفعالها و هي نظرة تقليدية شاعت في العصور الحديثة من أهم روادها ديكارت ،آلان……
ـ فالإنسان يعي و يعرف ما يجري بنفسه و يشعر به بوضوح لأن ما لا نشعر به فهو ليس من أنفسنا ،لأن ما هو نفسي يرادف ما هو شعوري،و الحياة النفسية مرادفة للحياة الشعورية.
ـ و هذا ما أكده ديكارت أول زعمائها(* موقف هنري ديكارت :إن التسليم بثنائية الجسم والنفس ( الروح ) ، يقود إلى تسليم بأن النفس تعي جميع أحوالها لأن نشاط الروح يتمثل في الفكر وهو نشاط طبيعي لايوجد فيه غموض فلا يحدث شيء في النفس دون أن نشعر به، فكل ما هو نفسي هو شعوري بالضرورة و أم اللاشعور فهو عبارة عن نشاطات عضوية فيزيولوجية مثلا كانقسام الخلايا في الجسم وتكاثرها .)”لا توجد حياة نفسية خارج الروح إلا الحياة الفسيولوجية”.
ـ و النفس البشرية لا تنقطع عن التفكير و عن الشعور إلا إذا انعدم وجودها يقول ديكارت”أنا أفكر إذن أنا موجود”.
ـ و محال أن نتصور عقلا لا يفكر أو نفسا لا تشعر كما يقول ديكارت”و ما دامت كلمة عقلي تعني شعوري فليس هناك شيء عقلي لا نشعر به”
و يقول آلان”إن الإنسان لا يستطيع أن يفكر دون أن يشعر بتفكيره”
ـ و نستنتج من هذا أن الشعور يبقى الأساس الوحيد للحياة النفسية.
*التعليق: لكن التجربة النفسية تكشف بوضوح أننا نعيش الكثير من الحالات دون أن نتعرف على أسبابها، وعدم وعينا لسبب لا يعني عدم وجوده بل إنه يبقي مجهول
مذكرة درس الشعور واللاشعور
الموضوع: 02 ـ اللاشعور كأساس نفسي عميق و مؤثر على السلوك:

تمهيد:

ـ إن علم النفس التقليدي يرى أن الشعور هو أساس الحياة النفسية غير أن الدراسات المعاصرة في علم النفس كشفت أن الحياة النفسية قد تكون أوسع من الحياة الشعورية و أن الوعي يعجز عن الاطلاع عن الخفايا المظلمة في النفس و التي عبرت عنها حالات كثيرة نعيشها دون معرفة أسبابها و عليه :
ـ فما طبيعة هذه الحالات اللاشعورية؟ و ماذا عن اللاشعور بوصفه مجال أعمق لا يدركه الوعي لكنه يؤثر على السلوك ؟

01ـ مفهوم اللاشعور:(اللاوعي)

ـ جانب عميق خفي من النفس الإنسانية غني بالميول و الرغبات و الأفكار و الرغبات و الاتجاهات المكبوتة يؤثر في سلوك الإنسان بطريقة غير مباشرة دون وعي الذات بها.
ـ مجال خفي من النفس الإنسانية يؤثر فيها دون وعي منها.
ـ و يعرفه جميل صليبا “هو مجموع الأحوال النفسية الباطنية التي تؤثر في السلوك و إن كانت غير مشعور بها”
ـ محمود يعقوبي”جملة الفاعليات التي تؤثر في السلوك دون أن تبلغ ساحة الشعور و مجاله”
ـ و يعرفه فرويد”هو المنطقة الثانية من النفس”
أشكاله:

ـ يتجلى اللاشعور في أشكال كثيرة:
اللاشعور الفيزيولوجي :كالتنفس، و دقات القلب و عملية الهضم و حركة الجفن اللاشعور العائلي:الارتباطات التلقائية بين أفراد العائلة الواحدة ،المحبة و الكراهية العفوية.
اللاشعور الجمعي: الأساطير و المعتقدات التي يتوارثها الناس و تؤثر في سلوكهم دون علم منهم.
ـ أما من الناحية السيكولوجية الصرفة فإن اللاشعور فرض صاغه عالم النفس و الطبيب النمساوي الشهير سيغموند فرويد (1939 ـ 1856م)
مقدمات اكتشاف اللاشعور:

ـ إن فكرة اللاشعور لم تكن مجهولة تماما على الأقل عند بعض الفلاسفة و العلماء و أطباء الأعصاب منذ القرن 19م ،فقد أثاروا العديد من الأفكار حول الأفعال اللاشعورية و الإشارة إلى إمكانية صدور نشاطات و أحوال عن الإنسان دون أن يشعر بها، ولعل من أهمها و أشهرها ما ذكره الفيلسوف و الرياضي الألماني” ليبنز” حول “الإدراكات الصغيرة”التي تفلت من قبضة وعينا.
ـ لكن أخصب ميدان مهد لاكتشاف اللاشعور و رفع الستار عن الكثير من الأحوال اللاواعية هو تلك البحوث الطبية التي يجريها علماء الأعصاب لعلاج مرض” الهستيريا” الذي أثبتت تجاربه أن أسبابه ليست مادية عضوية بل نفسية معنوية مجهولة ،و للكشف عنها لجأوا إلى استخدام” التنويم المغناطيسي”
كطريقة علاجية و من أشهر روادها”بيرنهايم”،”شاركو”،”بيرجانيه”
ـ كما اشتغل بهذا الميدان الطبيب النمساوي سيغموند فرويد لكنه لاقى صعوبات منها صعوبة تنويم المصابين،لذلك لجأ إلى استخدام طريقة صديقه “جوزيف بروير 1842 ـ 1925طبيب و عالم نفس نمساوي”التي تعتمد على التنويم و فصح المجال للمريض للتعبير عن مشاكله الانفعالية،و قد واصل كل منهما استخدام هذا الطريق الجديد و حققوا بعض النجاح و سموها”طريقة التنفس العقلي أو التصريف” (تصريف المكبوتات و إزالتها)،و قد انتهى بروير
إلى خطورة هذا الطريق لأنه يجعل المريض يتعلق بالطبيب ، و من هنا استمر فرويد لوحده في هذا الطريق لأنه رأى في التعلق وسيلة تساعد في العلاج إذا حافظ على اتجاهه الطبي الخالص.
و أسقط بعد ذلك التنويم و استمر في طريقة التعبير مع توفير للمريض الارتخاء للتعبير بحرية و دون قيود و سماها “التداعي الحر” و من هنا اهتدى إلى طريقة التحليل النفسي التي مكنته من اكتشاف عالم اللاشعور و البرهنة عليه.
03 ـ ظهور مدرسة التحليل النفسي و إثبات وجود اللاشعور:

ـ يعتبر فرويد المؤسس الحقيقي لها و واضع مبادئها الأساسية للتحليل النفسي و تجديد طريقة العمل به و القواعد التي يقوم عليها هذا العمل.و التحليل النفسي منهج علاجي و نظرية في تفسير الأحوال النفسية و الأمراض العصبية ، و يقوم على قاعدة أساسية تعتمد كأسلوب للعمل هي طريقة التداعي الحر التي تقضي على المريض بالبوح بكل ما يدور في ذهنه مهما كان هذا الشيء تافها أو عيبا أو لا أخلاقيا أو محرما بمساعدة الطبيب يقول فرويد”إن مجرد اعطاء معنى للأعراض العصبية بفضل تفسير تحليلي يشكل حجة دامغة على وجود حالات لاشعورية”
و يقوم على دعامتين أساسيتين:

01 ـ الإقرار بوجود حالات نفسية لا شعورية:

ـ النتيجة التي وصل إليها فرويد هي الإقرار بوجود نشاطات نفسية لاشعورية تختفي وراء الأعراض العصبية ، في قوله”إن تقسيم الحياة النفسية إلى ما هو شعوري و ما هو لا شعوري ،هو الفرض الأساسي الذي يقوم عليه التحليل النفسي”. ( لكن هذه النشاطات ليست قاصرة على الأمراض العصبية بل تتعداها إلى مجمل سلوكيات الإنسان العادية لأن كبتها لا يعني انعدامها بل تظل حية وفعالة تحاول أن تعبر عن نفسها بشكل أو أخر)
02 ـ الاعتراف بنظرية الكبت و المقاومة:

ـ الدوافع اللاشعورية تنشأ منذ عهد الطفولة أو في مرحلة المراهقة فالطفل يرغب في الاستقلال في تصرفاته ،إلا أنه يقع تحت ضغط السلطة الأبوية و الاجتماعية و هنا يصبح في صراع قوي يدفعه إلى كبت دوافعه لكن هذه الدوافع لا تموت بل تعمل في الخفاء و تحاول الظهور لكن الضمير يمنعها في غيابه تظهر على شكل أمراض عصبية.يقول فرويد “العدول عن رغبات غير مشروعة”و في قوله “إننا
نستمد إذن :مفهومنا عن اللاشعور من نظرية الكبت و نعتبر المكبوت كنموذج للاشعور”
04 ـ مبررات اللاشعور:

ـ لما كان لمدرسة التحليل النفسي الفضل في اكتشاف اللاشعور فقد قدمت عدة أدلة لتبريره و إثباته يقول فرويد:”إن فرضية اللاشعور لازمة و مشروعة و لنا أدلة كثسرة تثبت وجود اللاشعور”:
ـ الأحلام: مجال حيوي الذي يتم فيه تفريغ النشاطات اللاشعورية (أحلام اليقظة و أحلام النوم)
فلتات اللسان و زلات القلم :.قد ينطق المرء بعكس ما يريد أو يكتب كلمات لا يرغب في كتابتها.
النسيان:نسيان تنفيذ المواعيد و الأعمال.
النكت و السخرية:من أشخاص أو مواقف تعكس مكبوتاته.
الرسوم و الأشكال:فقد يرسم المرء أشياء بدون وعي و غيرها من المكبوتات.
ـ و هذه المظاهر هي المسئولة عن الكثير من الأمراض العصبية الاضطرابات النفسية .
ـ و بناءا على هذه الحجج يعتبر أصحاب التحليل النفسي أن اللاشعور فرض علمي و مشروع و حقيقة لا يمكن إنكارها.
ـ 05 ـ مستويات الجهاز النفسي عند فرويد:

ـ قسمه إلى ثلاثة مستويات ينتج عنها إما الاختلال أم التوازن في قوله”يستمد الأنا طاقاته من الأنا و قيوده من الأنا الأعلى و عقباته من الهو”
01 ـ الهو:

ـ و هو منبع و أساس الطاقة و القوى الغريزية و الجنسية في الإنسان (الليبيدو:الشوق الشغف و الشهوة في اللغة اللاتينية ،الطاقة الدافعة في غريزة الجنس التي يقصره عليها دون غيرها من الغرائز )،غير منظم و غير مهذب ،و يدفع دائما إلى التحقق و الإشباع ،يقوم على أساس اللذة المطلقة ،لا يعترف بالقواعد الأخلاقية و المنطقية فهو يمثل قوى فطرية نشيطة و حيوية لا تتوقف عن المطالبة بالإشباع.
02 ـ الأنا الأعلى:

ـ يمثل مجموع الموانع و المحظورات الخلقية ،و القوانين و الضوابط الردعية و العقابية التي تجسد السلطة الأبوية ،و الاجتماعية في الطفل مثل “يجب أن”و “يجب ألا” و هي في الأصل مضادة للهو أو الغرائز قصد تنظيمها وفق ما تقتضيه السلطة الاجتماعية و الأخلاقية و الدينية.
03 ـ الأنا:

ـ يمثل القوة الضابطة و المنظمة التي تتوسط بين الهوا و رغباته و الأنا الأعلى و موانعه وضوابطه،فالأنا قدرة واعية تتقبل الصراع و تتعايش معه، أي تراعي التلاؤم و التوازن بين طرف اللذة و مقتضيات الواقع و قواعده ، فالأنا بمثابة الحكم بينهما حيث تحقق المطالب وفق أساليب أخلاقيا و اجتماعيا أو ترفضها و تستبعدها من ساحة الشعور و الخبرة و التجارب تساعده و تسهل عمله للتكيف مع بيئته.
06 ـ الغريزة الجنسية و الغريزة العدوانية:

ـ يركز فرويد على غريزتين أساسيتين و يجعلهما مصدرا لكل الدوافع و الرغبات الإنسانية و هما غريزة الحياة “الغريزة الجنسية”،و غريزة الموت “الغريزة العدوانية”
أ ـ الغريزة الجنسية:”الليبيدو”.

ـ ينظر فرويد إلى الغريزة الجنسية بتصور شامل وواسع و لا يقصرها على مفهوم الحياة التناسلية فقط بل تعني أيضا مجموع النشاطات التي تنتج عنها لذة سواء أكانت جنسية أم عاطفية وجدانية أم حسية،و كل الأعمال الإيجابية و البناءة التي يقوم بها الإنسان قصد المحافظة على كيانه و استمرار وجوده و كل هذا يجعل من الليبيدوا نزوع مستميت نحو المحافظة على الحياة.
ب ـ الغريزة العدوانية:

ـ و هي تشمل كل مظاهر القسوة و الهدم و التحطيم و الاضطهاد ضد الآخر سواء أكان إنسان أو جماد أو حتى ذاته مما يجعل من السلوك العدواني استعدادا فطريا و غريزة جامحة لابد من تهذيبها و توجيهها بما ينسجم مع قيم الإنسانية و حضارتها.
ـ و نستنتج من هذا أن حياة الإنسان و سلوكه تسيطر عليها مجموعة من الدوافع الجنسية و العدوانية و هي مصدر كل طاقتها و حيويتها في مجال الهدم و البناء.
و هذا ما يدفعنا للتساؤل عن حقيقة اللاشعور.
03 ـ هل اللاشعور نظرية علمية أم افتراض فلسفي؟

تمهيد:

ـ لقد أثار اكتشاف اللاشعور من طرف العلماء خاصة علماء النفس ضجة علمية طرحت من خلالها عدة تساؤلات و أطروحات كما طلبت عدة تفسيرات ذلك الاكتشاف و طبيعته و منه البحث عن حقيقة اللاشعور كمنطقة ثانية في النفس التي تؤثر بشكل غير مباشر في الحياة النفسية و عليه:
ـ هل اللاشعور نظرية علمية لازمة أو أنه مجرد افتراض فلسفي ميتافيزيقي؟

01 ـ الشعور نظرية علمية:

ـ هناك العديد من أنصار التحليل النفسي يعتقدون أن “سيكولوجيا فرويد”تعد نظرية علمية بلا شك و ذلك من وجهتين:
ـ أ ـ التحليل كمنهج عيادي (نظرية):

ـ مما لا شك فيه أن التحليل النفسي كشف عن فعاليته في علاج الأمراض العصبية.
و ساعد على توسيع فهم الحياة النفسية و مستوياتها المختلفة مثل الكشف عن مدى تأثير تجارب الطفولة المبكرة في سلوك الراشدين ،فأصبحت قضايا اللاشعور تفسر سلوك المجرمين و الفاشلين و عززت الجانب الإنساني فأصبحوا يدخلون المستشفيات بعد أن كان يلقى بهم في السجون و عرضة للسخرية ،كما فتحت باب النظر العقلي إلى المشاكل الشخصية من خلال دراسة الحياة الجنسية.
ـ ب ـ نظرية اللاشعور من وجهة التفسيرية:

ـ أثبتت فرضية اللاشعور أن هناك الكثير من مظاهر الحياة النفسية لا يمكن تفسيرها عن طريق الشعور لذلك فالمحلل النفسي يركز على ملاحظة مظاهر الشعور قصد الكشف عن المظاهر اللاشعورية التي تختبئ وراءها لهذا صنعت عيادات إرشاد الأطفال .
مناقشة:
ـ رغم هذه النتائج لنظرية فرويد تبقى مجرد افتراض لم تستطع صياغة نتائجها على شكل قوانين علمية.
ـ 02 ـ اللاشعور افترض فلسفي :

ـ إن نظرية فرويد في تحليل النفس و الأسس التي اعتمدها في ذلك لم تلق الاتفاق و لا الإجماع بل ثارت ضد الكثير من الاعتراضات و قد أدت إلى الشك في الطبيعة العلمية لهذه الفرضية ،و كان تلاميذ المدرسة التحليلية أول المنتقدين من بينهم آلفرد آدلر مؤسس مدرسة ” علم النفس الفردي”و قد أرجع اللاشعور إلى الشعور بالنقص و القصور لا الكبت فالمصاب بالقصور يسعى لتغطية ذلك عن طريق الأعراض العصبية أما “كارل يونغ” فقد عارض هو الآخر أستاذه ووضع نظرية في “اللاشعور الجمعي””النوعي”
فلاشهورنا ليس مليء بأزمات عشناها فقط بل بأزمات مرت بها الإنسانية جمعاء و فضلا عن ذلك فقد بلغ الاعتراض على نظرية “التحليل النفسي” إلى حد هناك من أنكر حتى وجود اللاشعور أمثال ستيكال في قوله “لا أومن بالاشعور لقد آمنت به في مرحلتي الأولى لكنني بعد تجاربي التي دامت 30 سنة وجدت أن كل الأفكار المكبوتة إنما هي شعورية و أن المرضى يخافون دائما من رؤية الحقيقة” فاللاشعور مجرد تجاهل للحقائق كما أن جون بول سارتر رفض فكرة اللاشعور و اعتبره مجرد خداع النفس” و يعبر عن هذا في نظرية خداع النفس .
مناقشة:

ـ لكن رغم هذه الانتقادات تبقى نظرية اللاشعور إبداع في مجال التحليل النفسي أدى إلى الكشف عن كثير من الاضطرابات النفسية و السلوكية و فتحت الأبواب أمام الكثير من الدارسين.
خاتمة: (حل المشكلة)

ـ ما نستنتجه هو أن الحياة النفسية تتأسس على ثنائيتين الشعور و اللاشعور لكن نظرية اللاشعور تبقى اجتهاد لم يرقى إلى مستوى الدقة العلمية لذلك يبقى مجرد افتراض فلسفي.

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *