الإشكالية الإولى : في إدراك العالم الخارجي

مذكرة درس اللغة والفكر

الشعبة
:
03 أداب و فلسفة

المشكلة الثانية:
في اللغة والفكر.
التقويم: شفوي، كتابي، مرحلي، ختامي، ذاتي.

المراجع:
كتاب إشكاليات فلسفية،معاجم فلسفية و تراجم للفلاسفة، وثائق مكتوبة و صور ذات صلة بالدرس.

مذكرة درس الشعور واللاشعور من هنا

مذكرة درس الاخلاق من هنا

مذكرة درس الاحساس والادراك من هنا

الـجــانـب المنهجيالــــمضــــــاميـــــــــــــن الــمـعــرفـــــية
 
المجال الإشكالي:

المجال التساؤلي للإشكالية الأولى:

ـ عندما نقول بأن مصدر المعرفة الحسية هو الحواس،فهل نعني بدلك أنه ليس مسبوقا بأي نشاط دهني؟ أليس لمكتسباتها اللغوية و الفكرية ،و لمكبوتاتنا النفسية دخل في تحديد مدركاتنا؟ و هل يعني هدا أننا لا نستطيع أن ننظر إلى العالم الخارجي ،كما هو في حقيقته :فقد نستحضره حسب إرادتنا،و نؤوله حسب عاداتنا،و أهوائنا و حياتنا الانفعالية ،و قد نستبدله بعوالم أخرى نبدعها بتخيلاتنا؟
المجال التساؤلي للمشكلة الثانية:

ـ إذا لم تكن اللغة مجرد أصوات نحدثها و لا مجرد رسوم نخطها ،فما عساها أن تكون؟أليست عبارة عن إشارات و رموز نبدعها لتساعدنا على تنظيم حياتنا الداخلية و على تحقيق التواصل مع غيرنا فضلا عن تحديد علاقاتنا مع عالم الأشياء؟
الأسئلة التشخيصية لبداية الدرس.

ـ إذا كان إدراكنا للعالم يتم بالحواس: فكيف نعبر عنها؟و كيف نتواصل مع غيرنا؟
ما مفهوم اللغة؟
ـ من خلال هذا الاختلاف في النظر إلى الإشارات اللغوية نفهم اختلاف الكائنات الحية في استخدامها فما هي أشكال التعبير و أبعاده؟ أسئلة
المؤشر
أجاب عن السؤال X

أغلبية التلاميذ
البعض
قلة منهم
ـ التعبير الانفعالي قد يكون سمعيا أو بصريا أو متعلق بحاسة الشم فهو يتم إما بالصراخ ،الضحك،البكاء ،احمرار الوجه،رفع الحاجب…الخ
ـ و عند الحيوان التكشير عن الناب، رقصات النحل،وقوف الشعر..الخ
أو أصوات:نباح الكلب،هدير الحمام،زئير الأسد..الخ.أو سلوك كالإفتراس،الهروب.
ـ هل معنى هذا أن للحيوان لغة مثل لغة الإنسان؟
من خلال ما تعرفنا عليه ماذا نستنتج؟
ما هي أشكال التعبير؟
ـ لما كان الإنسان الوحيد الذي له القدرة على إبداعها فهل يمكن القول أن اللغة خاصية إنسانية خالصة؟
(علماء النفس:قاموا بوضع صبي مع قرد صغير في شروط متماثلة حتى تكون نقطة الانطلاق واحدة،فلاحظوا هناك تشابه في استخدام نفس الوسائل ما بين 09 18 شهرا لكن بعد ذلك بدأ يظهر الفارق و الهوة تتسع فقد توقف نمو القرد بينما انطلق الطفل انطلاقة جديدة عند تعلم اللغة )
من خلال ما درست ما هو الاستنتاج الذي تصل إليه؟
ـ البحث عن طبيعة اللغة يقتضي بالضرورة البحث عن الأسس التي يقوم عليها فهم العناصر التي تشكلها و هذا لا يكون إلا من خلال :
ما هو الفرق بين اللغة و الكلام و اللسان؟
اللغة نمط من السلوك الاجتماعي
الكلام يمثل الجانب الفردي من السلوك اللغوي،اللغة تمثل السلوك الاجتماعي المشترك.
ما هي طبيعة اللغة كدلالة رمزية؟
ما هو الرمز؟
(الرموز على عدة أشكال فقد تكون بصرية كرموز الجبر،الموسيقى،الكتابة،وقد تكون سمعية الصراخ الجرس أو حسية كحروف الكتابة)
ما هي أنواع الدلالة:
علاقة المعلول بالعلة
إدوارد سابير”اللغة أداة تواصل إنسانية بحتة”
ـ برغسون”إن الرمز الغريزي (الحيوان) يتميز بالتماسك في حين الرمز الذكي (الإنساني) بنوع من الحركية”
ما أساس العلاقة بين الدال و المدلول؟
ما هو موقف هذا الاتجاه و ما هي حججهم؟
ـكقولنا الشوشرة ،الخرير
ما هو النقد الموجه لهم؟
ما هي دلائل التي قدمها أنصار هذا الاتجاه؟
عين: الماء الذهب الشرب البصر
ما هو النقد الموجه إلى هذا الموقف؟
 
ـ ما هو مفهوم الفكر؟
ـ عرض وضعية مشكلة:
ـ كتابتك لرسالة أو خاطرة ،أو لقائك لزميل طال غيابه،أو نجاحك هل دائما تجد الكلمات للتعبير عما يجول في خاطرك في هذه المناسبات؟..
كيف نظر الفلاسفة و العلماء إلى العلاقة بين اللغة و الفكر؟.
ما هو موقف الاتجاه الثنائي؟
ما هو النقد المناسب لهذا الاتجاه؟
ما هي الحجج التي قدمها أنصار هذا الاتجاه؟.
ما هو النقد المناسب لهذا الاتجاه؟
ما هي الخلاصة التي نخلص إليها؟
ما هي وظائف اللغة؟
فما تتمثل وظيفة اللغة كوسيلة للتعبير؟
فما تتمثل وظيفة اللغة كوسيلة تواصل؟
ما الفرق بين التواصل و الاتصال؟
ما هي شروط التواصل؟
ـ هل للغة وظائف أخرى؟
كيف يمكن حصر وظائف اللغة؟
ـ ما هي النتيجة التي تصل إليها من خلال ما درست؟
المكتسبات القبلية المفترضة:
– كفاءات وقدرات لغوية للتعبير والتواصل، والكتابة.
– كفاءات معرفية تاريخية مرتبطة بالحضارة اليونانية القديمة، والحضارة الإسلامية الوسيطة، والحضارة الغربية الحديثة والمعاصرة.
– معارف علمية وتاريخية سابقة.
– التمكن من الكفاءات الفلسفية المكتسبة من دراسة المشكلات الفلسفية المقررة السابقة(الإحساس و الإدراك).
الدرس الأول:الموضوع:01 ـ طبيعة اللغة كظاهرة إنسانية.


مقدمة : طرح المشكلة

ـ إن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه و اجتماعيته هذه تفرض عليه نسج علاقات مختلفة مع غيره لكن هذه العلاقات تحتاج إلى وسيلة لتوضيحها حيث تعتبر اللغة الوسيلة الضرورية لذلك فكما قال عثمان آمين:”لا نستطيع أن نكشف عن حقيقة الإنسان إلا عن طريق اللغة”
ـ و عليه ما مفهوم اللغة؟و ما هي أشكال التعبير؟و ما هي خصائص اللغة باعتبارها خاصية إنسانية؟
01 ـ مفهوم اللغة: language
ـ يعرفها الجرجاني:” هي كل ما يعبر بها كل قوم عن أغراضهم”،
و يعرفها لالاند “اللغة جملة من الإشارات و الرموز يمكن أن تكون وسيلة للتواصل”، وهذا مفهوم واسع لذا زاد الدكتور يعقوبي إلى هذا التعريف”و القدرة على إنشاء هذه الإشارات و القصد إلى استعمالها”
و يعرفها أيضا”هي كل نظام من الرموز يتم به التواصل بين البشر طبيعيا كان أو وضعيا” .
و كتعريف جامع نقول:
ـ اللغة جملة من الإشارات و الرموز و الألفاظ يتعلمها الإنسان للتعبير عن أغراضه مع القدرة على إبداعها.
ـ 01ـ ـأشكال التعبير الانفعالي :
ـ يعد التعبير من المهام الأساسية في اللغة،لأنه ينقل انفعالاتنا و عواطفنا و أفكارنا من الداخل إلى الخارج باعتماد الكلمات أو بحركات اليد أو بهز الرأس أو بتغيير ملامح الوجه…و هذا التعبير لا يختص به الإنسان فقط لأن الحيوانات أيضا تعبر عن انفعالاتها و حاجاتها الضرورية بجملة من الأصوات و الحركات و هذا يعني”أن التعبير الانفعالي يتخذ صورا و أشكالا عدة”يمكن ملاحظتها بوضوح في اللغة الفطرية أو”الطبيعية”لأنها”تعبر عن الحاجات الضرورية للبقاء”، كما تعبر عن العواطف و الانفعالات بشكل طبيعي عفوي.(فالحيوان مثل الإنسان يغضب و يخاف و يجوع،و يعطش و يعبر باستجابات فطرية)
خصائص لغة الحيوان:
إن الحديث عن لغة الحيوان(لغة النحل،لغة القرة)استعمال مجازي فقط و ليس المقصود اللغة بالمفهوم الذي هو عند الإنسان:
ـ لأنها تنحصر في التعبير البيولوجي وإرضاء الحاجات الغريزية فهو تعبير فطري وراثي لا يعرف تغيرا و لا نموا.
ـ محدودة و مغلقة فأفراد النوع الواحد لا يتمايزون فيما بينهم فيها،و هذا يدل على عدم تعبيرها عن الوعي أو التفكير بل انعكاسات شرطية آلية لبيئة معينة.
ـ لا تخرج عن شكل التعبير الانفعالي المرتبط بحفظ البقاء و لا ترقى إلى مستوى اللغة و هذا ليس بسبب نقص الأعضاء بل لغياب العقل.
ـ 02 ـ التعبير من التكيف إلى الوعي:
ـ التعبير يتخذ شكلين:
ـ أ ـ إما أن يكون طبيعيا فطريا(التعبير الانفعالي):
ـ هذا الشكل من التعبير يشترك فيه الإنسان مع الحيوان،لأنه يعبر عن الانفعالات و ضروريات الحياة.(احمرار الوجه “الخجل”،البكاء”الحزن”،التبسم”الضحك”)
ـ ب ـ إما أن يكون التعبير وضعيا اصطلاحيا:
ـ و هو مرتبط بالوعي و التفكير و هو من اختصاص الإنسان لوحده كونه إراديا ومقصودا،و يقوم على نسق من الإشارات و الرموز التي اتفق عليها البشر و تواضعوا عليها قصد التفاهم بينهم.
ـ و عليه نستنتج أن الإنسان لوحده يمتلك القدرة على استخدام شكلي التعبير سواء الانفعالي أو الاصطلاحي المرتبط بالوعي و القدرة على الإبداع .
ـ 03 ـ اللغة خاصية انسانية:
ـ اللغة ظاهرة إنسانية عامة لأن الإنسان هو الكائن الوحيد القادر على ترجمة أفكاره و نقلها إلى غيره عن طريق الألفاظ و العبارات أو الرموز و الإشارات مع وعي هذا الفعل،و هذا يعطي للإنسان القدرة على اصطناع اللغة و ابتكار رموزها و إشاراتها “اللغة الاصطلاحية الوضعية” كلغة ذهنية تعبر عن ماهيته العاقلة و التمايز بها عن منطق الحيوان و أشكال التعبير الانفعالي لهذا يقول هالدان”إن الطفل عندما يقول لأمه : إنني جائع أو أريد النوم لا يزال حيوانا:لكنه عندما يقول:هذا ما فعلته الصباح،فإنه يبدأ في أن يكون إنسانا”
ـ و هذا ما صرح به “غسدورف”الذي اعتبر أن اللغة هي الرمز و المعبر الذي يدخل الطفل العالم الإنساني.
خلاصة: (حل المشكلة)

ـ من خلال ما سبق نستنتج أن اللغة الإنسانية تحمل خاصية التراكم و قابلية الانتقال من جيل إلى جيل ،لأنها تنظيم كلامي مفتوح يمكن الإضافة إليه و التغيير و التعديل و الإبداع فيه وفق معطيات التعلم و الاكتساب و المحاكاة و هذا يجعل منها ميراث ثقافي و اجتماعي قابل للتغير و التطور بعكس لغة الحيوان كموروث بيولوجي معد مسبقا من أجل هذا اللغة الحقة ميزة و ظاهرة إنسانية خالصة.
.
مذكرة درس اللغة والفكر
الدرس 02: أسس اللغة

تمهيد :(طرح المشكلة )

ـ لقد لاحظنا أن اللغة الإنسانية تتميز بجملة من خصائص توضح لنا العلاقة بين الكلمة و معناها فهذه العلاقة ليست بالقيمة الذاتية و إنما هي مستمدة من الاتفاق الذي حصل بين المتكلمين و عليه اعتبار اللغة كنسق رمزي للدلالة على معنى من المعاني و عليه نتساءل:
ـ ما هي أسس اللغة؟، و ما هي طبيعة اللغة كدلالة رمزية”كنسق رمزي؟
ـ 01 ـ التمييز بين اللغة و الكلام و اللسان:
ـ هذه المفاهيم الثلاثة لابد من توضيح الفرق بينها لأن كل مفهوم منها في ميدان علم النفس اللغوي قد يكون موضوعا لدراسة خاصة:
ـ أ ـ اللغة:
ـ ينظر إليها كظاهرة اجتماعية عامة يتم بواسطتها التفاهم و التعبير عن الأغراض ،فاللغة كيان يضم كل عناصر النشاط اللغوي عند الإنسان(،و الدارس لها يبحث عن السمات و العناصر و الرسائل و الرموز اللغوية المشتركة لدى الأفراد و الحكم عليها بعد ذلك أن لدى قوم ما لغة مشتركة يتفاهمون بها).
ـ ب ـ الكلام:
ـ و يتجلى فيما يصدر عن الفرد من أقوال ملفوظة أو مسطورة ،فالكلام نشاط شخصي و نوع من السلوك الفردي.(و الدارس له ينظر للعوامل الشخصية المميزة لكل فرد و كأنه يحاول أن يكشف عن الفروق الفردية في السلوك اللغوي).
ـ ج ـ اللسان:
ـ هو النموذج الإجتماعي الذي استقرت عليه اللغة ،النموذج السوي في السلوك اللغوي بالنسبة لأغلبية العظمى من أبناء الأمة الواحدة(مفردات قواعد نحوية وصرفية ضابطة لهذه اللغة و هذا اللسان)
و نجد الفرد حين يتكلم يحاول دائما أن يتمثل هذا الشكل النموذجي.
كل من الكلام و اللغة سابق للسان من حيث النشوء لأنه لا يستقر إلا بعد مضي أجيال.
ـ 2 ـ طبيعة اللغة كدلالة رمزية:
ـ أ ـ الرمزو الدلالة.:
01 ـ الرمز:
الرمز لغة: هو الإشارة و العلامة.
و في الإصطلاح: الرمز هو ما دل على غيره أو هو شيء يدل على شيء آخر أو يعرف به.
02 ـ الدلالة:
ـ هي أن يلزم من العلم بشيء علم بشيء آخر ، فهم أمر من أمر آخرـ و الدلالة اللغو.ية تتألف من اتحاد صورة صوتية”سمعية” تسمى الدال بتصور ذهني للشيء المعني يسمى المدلول.
و هذا يعني أن الدلالة هي العلاقة التي تربط بين “الدال” بطابعة المادي و بين المدلول كفكرة أو كمعنى ذهني.
03 ـ أنواع الدلالة:
الدلالة العقلية:يجد العقل علاقة ذاتية بين الدال و المدلول(الأوراق على الأغصان)
الدلالة الطبيعية:بين الدال و المدلول علاقة طبيعية تنقله من أحدهما للآخر احمرار الوجه على الخجل.الدخان على النار.
الدلالة الوضعية:بينهما علاقة تواضعية تم الاتفاق عليها (دلالة اشارات المرور)و هي تنقسم إلى(دلالة تضمن ،المطابقة الالتزام).
ـ ب ـ العلاقة بين الألفاظ و الأشياء:
الموضوع:العلاقة بين الدال و المدلول:

“”درس مقالي””

مقدمة:طرح المشكلة:

ـ إن اللغة من الصفات الملازمة للإنسان بل إنها تمثل ماهيته و هذا ما جعل الفيلسوف الفرنسي غسدروف يعتبرها الشرط الأساسي للدخول إلى المجتمع الإنساني، فهي مكتسبة عن طريق التعلم أي ليست موروثا بيولوجيا بل تراث اجتماعي ثقافي يتغير عبر التاريخ،و يرتبط وجودها عند الإنسان بالعقل و إلا كانت خالية من المعنى،فهي بناء معرفي كما أنها مجموعة من الدلالات اللغوية التي تتألف من اتحاد صورة صوتية”الدال”ترتبط بتمثل ذهني “المدلول” ،و منه الدال ذو طابع مادي حسي ،و المدلول ذو طابع ذهني و مادام الأمر كذلك:
ـ ما طبيعة العلاقة بين الدال و المدلول؟
ـ إن مناقشة مسألة الدلالة و العلاقة بين الألفاظ و الأشياء قد تولد عنها موقفين أساسيين كل واحد ينظر إليها من زاوية:
الموقف الأول: “العلاقة ضرورية بين الألفاظ و الأشياء”.
ـ يرى أنصار الموقف الأول و من بينهم الفيلسوف اليوناني أفلاطون بأن العلاقة بين الدال و المدلول هي علاقة ضرورية لأن الألفاظ تطابق ما تدل عليه في العالم الخارجي،وقد عبر عن رأيه في محاورة”كراطيل” حيث بين بأن العلاقة بين الكلمات و معانيها هي علاقة مادية تحكي الكلمات فيها أصواتا طبيعية حيث يكفي سماع الكلمة لمعرفة دلالتها، و أساس هذا الرأي نظرية محاكاة الإنسان لأصوات الطبيعة و بسبب تطور الحياة و تعقدها أبدع الإنسان كلمات و ألفاظ جديدة ليدل بها على الأشياء.
ـ و هذا ما ذهب إليه أيضا بعض اللغويين المعاصرين الذين حاولوا إثبات الترابط الوثيق بين الدال و المدلول في العلامة اللسانية، لأن ذهن الإنسان لا يقبل الأصوات التي لا تحمل تمثلا أو شيئا يمكن معرفته، أي المجهولة و غير مفهومة حيث يقول إميل بنفيست”إن العلاقة بين الدال و المدلول ليست اعتباطية بل هي على عكس ذلك علاقة ضرورية”.
ـ من هنا كان الترابط الضروري(علاقة طبيعية) بين الألفاظ و الأشياء هو الذي يعطي العلاقة اللسانية خاصيتها المتميزة و قيمتها.
نقد:

ـ لكن هذا الموقف يتناقض مع خصائص اللغة كنسق من الرموز و الألفاظ للدلالة على معاني و بالتالي تعرفنا على تصورات و مفاهيم ليس لها وجود محسوس في الواقع.
ـ كما يتعارض مع الحقائق التي توصل إليها علماء اللغة”علم اللسانيات” ذلك أن اللغة أبدعها للتواصل و ليس لمحاكاة الطبيعة.
الموقف الثاني : العلاقة اعتباطية بين الألفاظ و المعاني:
ـ يرى أنصار هذا الاتجاه أن العلاقة بين الدال و المدلول هي علاقة اعتباطية (اصطلاحية،تواضعية)، قائمة على التواضع و الاتفاق الإنساني لأنها من صنع الإنسان فهو الذي ابتكرها و اقترح أن يضع للأشياء دلالات و معاني دون أن تكون هناك ضرورة تربط اللفظ بالمعنى(الأسماء بالمسميات) بل الربط بينهما مبني على أساس التعسف حيث يقول أرنست كاسير”إن الأسماء الواردة في الكلام الإنساني لم تضع لتشير إلى أشياء مادية،بل على كيانات مستقلة بذاتها”
ـ أي وضعت لتدل على معاني و أفكار لا وجود لها في الواقع ، و بالتالي فالإشارات و الرموز و الكلمات و الأصوات لا تحمل معنى معينا إلا ما يصطلح عليه المجتمع مثال كلمة تلميذ فهي تتابع للأصوات التالية(ت.ل.م.ي.ذ)، و هذا هو الدال،و المدلول هو معنى تلميذ،لذلك لا توجد بينهما علاقة ضرورية بل تم اقتراحها دون مبرر و هذا باسم التواضعية الاعتباطية.
ـ و نجد في نفس الموقف عالم اللغة السويسري دوسوسير الذي يؤكد على التعسفية بين اللفظ و المعنى بدليل اختلاف فهمنا لمعنى كلمة أو عبارة باختلاف المواقف التي يتعرض لها
الإنسان و المجتمعات في قوله”إن الرابطة الجامعة بين الدال و المدلول رابطة تحكمية.”..
ـ كما أنه نفس المعنى نعبر عنه بعدة لغات و أصوات مثل تلميذ في الفرنسية و الإنجليزية،فلو كانت العلاقة ضرورية لما تعددت اللغات بين المجتمعات و كان للعالم لغة واحدة يتحدث بها حيث يقول بياجي”إن تعدد اللغات نفسه يؤكد بديهيا الميزة الاصطلاحية للإشارة اللفظية”
ـ و عليه العلاقة بين الألفاظ و المعاني غير ضرورية بل هي اصطلاح و اتفاق أبدعه الإنسان بين المعاني و الأشياء.
نقد:

ـ كن هذا الموقف بدوره ينطوي على نقائص فالقول بالعلاقة الاعتباطية بين الدال و المدلول .لا تعني أن الإنسان له حرية وضع العلامات و استعمالها حسب هواه بل يجب عليه التقيد بالاستعمال الاجتماعي أي ما اتفق عليه.
تركيب:

ـ إن العلاقة بين الدال و المدلول أحيانا ضرورية و أحيانا أخرى غير ضرورية لان علماء اللغة في العصر الحديث أكدوا بأن بعض الأشياء (المسميات)تقتضي الارتباط الضروري بالألفاظ الموضوعة لها، كما أن هناك عدة أشياء لها عدة مسميات و ألفاظ داخل اللغة الواحدة مثال ذلك في اللغة العربية كلمة أسد،ليث،غضنفر….و هذا يؤكد العلاقة الغير الضرورية بينهما .
خاتمة:حل المشكلة

ـ نستنتج بأن العلاقة بين الدال و المدلول ليست ضرورية دائما،لأن أحيانا قد يكون هناك ارتباطا بين الألفاظ و الأشياء و بالتالي بين الأسماء و المسميات.
ـ و تبقى علاقة الدال بالمدلول نسبية أقامها المجتمع للتواصل بينهم و التعبير عن رغباته.
    مذكرة درس اللغة والفكر
الموضوع: العلاقة بين اللغة و الفكر(درس مقالي)

مفهوم الفكر:
ـ إعمال العقل في الأشياء للوصول إلى معرفتها أ والتحكم فيها واستخدامها و يعرفه ديكارت في كتاب التأملات بقوله”ما هو الفكر إنه الشيء الذي يشك و يفهم و يدرك و يثبت و يتخيل و يحس”
ـ و يعرفه محمود يعقوبي”أن الفكر هو جملة التصورات و المدركات العقلية”
ـ الفكر خاصية إنسانية محضة و أداة لاتصال الإنسان مع ذاته و مع العالم الخارجي، و الفكر بهذا المعنى يشمل كل العمليات العقلية:الإحساس التخيل التذكر الفهم الحدس الاستدلال.
ـ مقدمة(طرح المشكلة)

ـ إن الإنسان في حياته اليومية قد يمر بتجربة التردد في كتابة رسالة فيتوقف أثناء التعبير ليفكر في الكلمات التي تناسب المعنى الذي يجول بخاطره، فاللغة هي عبارة عن مجموعة من الألفاظ و الرموز التي يستعملها الإنسان كأداة للتواصل مع غيره و التعبير عن أفكاره ،أما الفكر فهو مجموعة من التصورات و المعاني الذهنية الباطنية لهذا فهو نشاط ذاتي لأنه انعكاس لشخصية الفرد،فن التفكير يرتد كما قال كوندياك يرتد إلى فن إتقان الكلام و هذا يعني أن اللغة و الفكر مرتبطان غير أن بعض الكتاب يشكون من تقصير اللغة و عجزها عن التعبير عن كامل أفكارنا ذهب بهم الأمر إلى اعتبارها عائقا للفكر و عليه نطرح الإشكال:
ـ فهل نستطيع أن نعبر عن كل أفكارنا بواسطة اللغة؟ و هل الفكر مستقل عن اللغة و سابق عنها أم أن اللغة و الفكر متصلان؟
محاولة حل المشكلة:

ـ لقد اهتم الكثير من العلماء و الفلاسفة بمشكلة العلاقة اللغة و الفكر وانقسموا في النظر إليها إلى اتجاهين:
ـ الاتجاه الثنائي:

ـ يرى أنصار هذا الاتجاه أن الفكر مستقل عن اللغة و منفصل عنها ،و يجعلون منه سابق عنها و أوسع منها بل وأكثر أهمية لأن الإنسان يفكر بعقله قبل أن يعبر بلسانه و الإنسان يفكر أكثر مما يتكلم.
ـ و هذا مل ذهب إليه برغسون من خلال دراسته المقارنة حيث اكتشف أن اللغة ظاهرة اجتماعية عامة في حين أن التفكير خاص فهو انعكاس لشخصية الفرد ،و هو يرى أن الفكر متقدم عن اللغة،لعدم التناسب بين الألفاظ و المعاني،فإن الإنسان غالبا ما يتوقف عن الكتابة أو الحديث بحثا عن اللفظ المناسب للتعبير عن أفكاره يقول برغسون”اللغة عاجزة عن مسايرة ديمومة الفكر”.
ـ هذا من جهة و من جهة أخرى نجد أن الأفكار متصلة في حين الألفاظ منفصلة تقبل التجزئة فالجملة عبارة عن كلمات في حين الفكرة الواحدة لذلك قيل “الفكر متقدم عن اللغة فهي عاجزة لأنها منفصلة و الفكر متصل” .
ـ كما أن المفاهيم و المعاني تتطور أسرع من تطور الألفاظ،لأن المعاني بسيطة و متغيرة و حيوية و واسعة ،بينما الألفاظ ثابتة و جامدة،معدودة محدودة،زيادة على أن الفكرة أغنى و أخصب من اللفظ،لأنه يمكن التعبير عنها بألفاظ متعددة ، قول الجاحظ”إن حكم المعاني خلاف حكم الألفاظ،لأن المعاني مبسوطة إلى غير غاية،و أسماء المعاني محدودة”.
ـ بل أكثر من هذا قد تكون الألفاظ قوالب حامدة ،قاتلة لحيوية المعاني و عائق أمام الإبداع الفكري بأساليبها يقول جسبرسن”أن جماعة من أعمق المفكرين كثيرا ما اشتكوا من أن لغة قومهم كانت في بعض الأحيان عائقا لهم عن التفكير في أعماق الأشياء”.
ـ فاللغة في نظر أنصار هذا الاتجاه تشوه الفكر لأنها عاجزة عن نقل المشاعر الإنسانية و إذا حاولنا تفقد المشاعر حرارتها لذلك قيل “الكلمات قبور المعاني” ، و قال الشاعر الفرنسي لافيري”إن أجمل الأشعار هي التي لم تكتب”
ـ و ربما هذا ما دفع المبدعين إلى إيجاد وسائل أخرى تتيح لهم فضاء أوسع للتعبير عن أفكارهم و يشبه ادوارد سابير الفكر “بالمولد الكهربائي الذي يقدر على تشغيل مصعد و لكن لا نستعمله إلا لجرس الباب”
ـ و هذا ما جعل الإنسان يخترع الموسيقى و المسرح و السينما للكشف و التعبير عما تعجز عنه اللغة بل إن الصينيون قالوا “الصورة أفضل من ألف كلمة”.
ـ و منه نستنج أن أنصار هذا الاتجاه يؤكد على العلاقة الانفصالية بين اللغة و الفكر.
النقد :

ـ هذا الاتجاه قد بالغ في التقليل من شأن اللغة ووصفها بالعجز و الجمود و بالمقابل الرفع من قيمة الفكر و تمجيده.
ـ لكن كيف يمكن أن يوجد فكر خالص عار من اللغة،إضافة إلى ذلك قد يكون الفكر سابق عن اللغة من الناحية المنطقية لكن من الناحية الزمنية ليس الأمر كذلك فلو سلمنا بهذا كيف نميز بين أفكارنا لو لم توضع في قوالب لغوية تعرف بها و ترسم حدودها فعملية التفكير يستحيل أن تتم خارج اللغة، وإذا حدث و عجز الإنسان عن التعبير فهذا ليس معناه عجز اللغة و إنما افتقارنا للألفاظ المناسبة.”فمحاولة التفكير دون كلمات محاولة عديمة “كما يقول هيجل
ـ كما أن الدراسات في علم النفس أن تكوين المعاني لدى الطفل يتم مع اكتساب و تعلم اللغة فالطفل يتعلم الكلام في الوقت الذي يتعلم فيه التفكير،و عليه الفكر و اللغة وجهان لعملة واحدة..
الاتجاه الأحادي:

ـ ينطلق أنصار هذا الاتجاه من مسلمة أساسية و هي التطابق التام بين الفكر و اللغة فلا فكر دون لغة و العكس صحيح، و أنه من الاستحالة الفصل بينهما ،فاللغة هي التي تبرز الفكر و تخرجه من حيز الكتمان و الذاتية إلى حيز التصريح و تضفي عليه الصيغة الاجتماعية و الموضوعية.
ـ كما أن اللغة هي عماد التفكير الصامت و التأمل لهذا يشير واطسن إلى أن التفكير ما هو إلا ضرب من الكلام الصامت و ما حركات الكلام سوي سلوك لغوي نسميه التفكير.
ـ في قوله “إننا نتكلم بفكرنا و نفكر بلغتنا” .
ـ و من أنصار هذا الاتجاه نجد جون لوك الذي يرى أن اللغة “علامات حسية تدل على الأفكار الموجودة في الذهن و هذا يعني التطابق بين الألفاظ و الأفكار التي تشير إليها”.
ـ و هذا ما ذهب إليه أيضا ميرلوبنتي في قوله “إن الفكر لا يوجد بمعزل عن الكلمات، و الأفكار التي نعبر عنها من قبل نستدعيها الآن”
و إلى نفس الرأي يذهب زعيم الاشتراكية ستالين “قائلا “مهما كانت الأفكار التي تجيء إلى عقل الإنسان لا تستطيع أن تنشأ إلا على أساس مادة اللغة”.
ـ كما أن صياغة الفكر بدون وجود الكلمات محاولة عديمة يقول هيجل”الكلمة هي التي تعطي الفكر وجوده الأسمى” ،
ـ و يسانده هاملتون في قوله”الألفاظ حصون المعاني” . ـ و في الفكر العربي المعاصر نجد زكي نحيب محمود المفكر المصري في قوله “الفكر هو التركيب اللغوي اللفظي لا أكثر و لا أقل”

ـ و في نفس السياق يقول لافيل”ليست اللغة كما يعتقد البعض ثوب الفكرة بل جسمها الحقيقي”
و في نفس الاتجاه نجد عالم اللسانيات دوسوسير”يمكن تشبيه اللغة بالورقة وجهها الأول الصوت،والثاني المعنى و لا نستطيع الفصل بينهما” و دراسات علم النفس الطفل تؤكد أن الطفل يتعلم الكلام في الوقت الذي يتعلم فيه التفكير
و منه نستنتج أن أنصار هذا الاتجاه يؤكدون على العلاقة الاتصالية و التبادلية بين الفكر و اللغة.
نقد:

ـ لكن إذا كان الفكر و اللغة متطابقان فبماذا نفسر عجزنا عن التعبير عن أفكارنا و لجوءنا إلى العبارة السحرية “لا أجد ما أقول لك”. ،كما أننا في كثير من الأحيان نفهم المعاني أكثر مما نعبر عنها.و بما نفسر سعينا الدائم على تطوير منظومتنا الاصطلاحية حتى تساير صيرورة الفكر و إبداعاته.
ـ كما أن قيمة اللغة تقاس بثروتها الفكرية، و بدقتها في التعبير،لذلك لابد من الحذر من استعمالاتها حتى تؤدي الدور الذي من أجله وجدت،أي لابد من أن تتابع الفكر في حركته المستمرة.
.خلاصة:(حل المشكلة)

ـ إن علاقة الفكر باللغة من المستحيل الحسم في أمرها،لأنها تبقى علاقة تبادلية كل طرف من هما يخدم الآخر و يحتاج إليه،فلا يوجد فاصل زمني بين عملية التفكير و عملية التعبير،و الإنسان بمجرد أن يشرع في التفكير يبدأ في الكلام و إن كان غير مسموع
يقول جون بياجي”البنية اللغوية تؤثر في البنية الفكرية و هذا ما يؤكد التداخل بين اللغة و الفكر”
ـ و يقول دولا كروا”إن الفكر يصنع اللغة في الوقت التي هي تصنعه”و يقول أيضا”الرمز قلب الصورة”.
ـ و عليه كل من الفكر و اللغة مرتبطان ارتباطا ضروريا،بحيث لا يستغني أحدهما عن الآخر فاللغة تعني الفكر و توسع آفاقه و تنقله من جيل لآخر والفكر يجعل منها أداة حيوية تتجدد باستمرار
               مذكرة درس اللغة والفكر
الموضوع : ـ وظائف اللغة

ـ لا شك أننا قد أشرنا في بداية بحثنا لمشكلة اللغة إلى التأكيد بأن اللغة تعتبر من الوسائل الأساسية للتفاهم بين البشر ة تحقيق التواصل،و أداة للتفاهم بين البشر و تحقيق التواصل ،وأداة لا غنى عنها في حياتهم سواء على مستوى الفرد أو الجماعة و هذا ما يظهر من خلال وظائفها الأساسية.
ـ فما هي وظائف اللغة؟

ـ الحقيقة أن الكثير من العلماء يحصرون في دراستهم لوظائف اللغة في غرضين أساسين هما “التعبير”و”التواصل” و يجعلون كل الأغراض الأخرى ثانوية و ترجع إلى الغرضين السابقين:
ـ هل تنحصر وظائف اللغة في هذين الغرضين؟أم تتعداها لوظائف أخرى؟

01 ـ اللغة كوظيفة للتعبير:

ـ التعبير من الوظائف الأساسية للغة،ومن السمات المميزة لها سواء أكان هذا التعبير فطريا طبيعيا أو تواضعيا اصطلاحيا.
02 ـ اللغة كوظيفة للتبليغ و التواصل الاجتماعي:

ـ أ ـ مفهوم التواصل:
ـ لغة:مأخوذ من اللغة.
ـ ب ـ اصطلاحا:
ـ تبادل الأفكار و المشاعر و الحقائق بين شخصين أو أكثر .
ـ و التواصل بالدرجة الأولى عملية اجتماعية تعبر عن علاقة الفرد بالآخرين لتبادل الحقائق و الأفكار و المشاعر عن طريق الحوار و المناقشة لهذا يعد عند العلماء “الأداة الأساسية للعلاقات” .
ـ ب ـ الفرق بين التواصل و الاتصال:
ـ هو توجيه رسالة من طرف لآخر دون تلقي الرد(خطبة رئيس،إمام)
ـ ج ـ شروط التواصل:
حتى يتم التواصل لابد له من مقومات و عوامل أبرزها:
ـ المرسل:هو المبلغ للرسالة(يكون شخصا أو جماعة أو هيئة)
ـ المرسل إليه:و هو المتلقي و المستقبل للرسالة و يكون شخص أو جماعة أم هيئة.
ـ الرسالة:هي الخطاب الذي يوجهه المرسل للمتلقي.
ـ المرجع:و هو مضمون الرسالة أو الموضوع المناقش الذي تتمحور و تسعى لتبليغه.
ـ الشيفرة:النظام الرمزي المشترك بين المرسل و المرسل إليه فقد يكون كلاما،إشارات باليد،البصر،إيماءات بالرأس أو لافتات.
ـ لكن وظيفة اللغة لا تنحصر في هذين الوظيفتين فقط بل تتعداها إلى وظائف أخرى و هذا ما أشار إليه الفلاسفة:
01 ـ وظيفة نفعية: لأنها تسمح للإنسان بالتعبير عن حاجاته البيولوجية و النفسية
الانفعالية.
02 ـ وظيفة شخصية:لأنها تجعل الشخص يعبر بها هن ذاته و يثبتها و يسمح للغير بمعرفته و التعرف على اهتماماته و تطلعاته.
03 ـ وظيفة تفاعلية:تثير التفاعل داخل المجتمع بتبادل الآراء و الأفكار بين أفراده.
04 ـ استكشافية:لأنها وسيلة الإنسان للتعرف على محيطه الطبيعي والاجتماعي.
05 ـ تنظيمية:لأنها توجه سلوك الفرد و تنظمه مثل الأوامر و النواهي التي نقدمها للطفل أثناء تربيته،إشارات المرور.
06 ـ تخيلية:تمنح للفرد القدرة على الانفلات من الواقع و الهروب من الضغط من خلال تخيل القصص الأشعار أحلام اليقظة.
07 ـ رمزية:و خير مثال على ذلك الرياضيات و العلوم الطبيعية من خلال استخدامهم لرموز تعبر عن مجالات بحثهم”الحرارة،الحركة”
08 ـ إخبارية:نقل الأخبار للآخرين سياسية وسائل الإعلام،اجتماعية.
ـ و يمكن أن نلخص كل هذه الوظائف ثلاثة وظائف:
01 ـ الوظيفة النفسية:
ـ تعتبر اللغة أداة ضرورية للتعبير عن الأحوال الانفعالية و الحاجات النفسية من أحاسيس و انفعالات و أفكار و رغبات وللتعبير هنا شكلان أساسيان:
ـ فقد يعبر الإنسان عما بنفسه بوسائل طبيعية مثل الصراخ البكاء و هذا النوع من التعبير كان مع الإنسان البدائي لكنه لا يزال منتشرا.
ـ و قد يعتمد على اللغة التي اكتسبها من المجتمع لكي ينقل أحاسيسه و عواطفه من عالمه الداخلي إلى الخارج.
02 ـ الوظيفة الاجتماعية:
ـ
للغة دور كبير في حياة الفرد و الجماعة على حد سواء فهي تمكن الفرد من اكتساب أدوات التفكير و تساعده على تعديل سلوكه حتى يتلاءم و نظم المجتمع و تقاليده و هي الوسيلة المثلى للتفاهم بين الأفراد في المجتمع و تبادل الأفكار فيما بينهم و هي الأداة التي تبلور الخبرات البشرية و تجارب الأمم في كلام مفهوم و تحفظ التراث الثقافي عبر الأجيال،ولاشك أن وجود لغة مشتركة بينهم دليل على وحدتهم و هذا ما أكده هيجل “اللغة هي التي تكون روح الأمة” و يقول ساطح الحصري”اللغة روح الأمة و كيانها”
03 ـ الوظيفة الفكرية:
ـ فهي التي تعطي الفكر القدرة على التطور و التعرف على محيطه الاجتماعي و الثقافي و العلمي و الطبيعي،و تبادل الآراء و الأفكار و الإبداع كما أنها تشكل النسيج الذي يتحكم في الوظائف العقلية فبواسطتها يمكن للإنسان أن يحلل و يركب و يقارن و يتخيل،و بفضلها ارتقى الإنسان في تفكيره من المستوى الحسي إلى المستوى العقلي المجرد كما يتضح ذلك في الرياضيات و العلوم ط و الفلسفة، و لولا ذلك لما انتقلت العلوم بين الحضارات.
ـ خاتمة (حل المشكلة الثانية)

ـ تبقى اللغة خاصية ضرورية سواء من حيث طبيعتها كنسق رمزي أو من حيث وظائفها فهي التي تعبر عن إبداع الإنسان و تحضره و هكذا يمكن القول أن الحاجة هي التي مكنت الإنسان من تطوير ملكاته اللغوية مما يتناسب وواقعه المعاش و يحقق له التواصل عبر الأجيال وهذا ما يفسر تطور اللغة من طبيعية إلى تواضعية إلى منطقية التي هي عنوان الصفاء الفكري.

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *