الـجــانـب المنهجيالــــمضــــــاميـــــــــــــن الــمـعــرفـــــية
 
المجال الإشكالي:
المجال التساؤلي للإشكالية الأولى:
ـ كيف يمكن للفكر الثابت أن ينطبق مع نفسه ؟و كيف يمكنه أن يتطابق مع الواقع؟
المجال التساؤلي للمشكلة الثانية:
ـ متى ينطبق الفكر مع نفسه ؟و هل حصول هذا الانطباق كاف لضمان وفاق جميع العقول ؟و هل يكفي أن نعرف قواعد المنطق الصوري ،حتى نكون في مأمن من الأخطاء؟
الأسئلة التشخيصية لبداية الدرس.
ـ إذا كنا نعرف أننا عند التعبير نلتزم
قواعد ننظم وفقها الكلمات ،فهل نحن عند التفكير نلتزم قواعد ننظم وفقها المعاني و الأفكار؟
يقول كانط:
“حتى عمل ملكاتنا إنما يحصل حسب بعض القواعد التي نتبعها دون أن نشعر بذلك”
عرض وضعية مشكلة و تحليلها:
أسئلة
المؤشر
أجاب عن السؤال
X
أغلبية التلاميذ
البعض
قلة منهم
ما ذا نقصد بالمنطق؟
ما هي أنواعه؟
المنطق الصوري: انطباق الفكر مع نفسه، و يعتبر أرسطو مؤسسه الأول ومنظم قواعده وواضع أسسه .
المنطق المادي: انطباق الفكر مع الواقع،فرانسيس بكون.
مثل :إنسان=ليس حكرا على شخص معين بالذات يسمى إنسان بل يشمل=عمرو زيد و محمد.
مثل : تصور إنسان=مفهومه=كائن حي عاقل، ناطق، اجتماعي…….
مثل: التلاميذ،الأساتذة الأطباء…..
حيوان=ثديات . طيور …
مثال:إذا أضيفت صفة عاقل للكائن الحي يقل عدد الأفراد لأنها تخص الإنسان و إذا استبعدناها يتسع لأنها تشمل الحيوان أيضا
ـ في كثير من الأحيان يكون الاختلاف في الآراء بين الناس مرده إلى الاختلاف حول معاني الألفاظ التي يستعملونها و قد يعمد البعض كالجدليين و رجال السياسة إلى استعمال ألفاظ عامة غامضة في معناها كالحرية و العدالة للتأثير على المستمعين و من هنا دعت الضرورة إلى “التعريف”
ـ ماذا نقصد بالتعريف؟
Définition
Genre
Espece
La différence
propriété
accident
.
إليك التطبيق الآتي حدد مقولات التعريف؟
ـ هل يمكن تعريف الشيء بمضاده؟
العدل غير الظلم
هل يعرف الشيء بنفسه ؟
قسم علوم تجريبية هو القسم الذي يدرس العلوم التجريبية.
ماذا نقصد بالحكم؟
قدم أمثلة عن الأحكام؟
ماذا نطلق على التعبير اللفظي للحكم؟
ما ذا نقصد بالقضية المنطقية؟
ما هي مكوناتها؟
قدم أمثلة على ذلك؟
ما هي أنواع القضية المنطقية؟
Proposition catégorique
Proposition hypothèque
ـ ماذا نقصد بالاستدلال؟
ـ ما هي أنواعه؟
ـ ما هي صور الاستدلال المباشر؟
بين من يكون التقابل بالتناقض؟
مربع التقابل
ما هي الصورة الثانية للاستدلال المباشر؟
قدم مثال عن العكس؟
قدم أمثلة عن جدول الاستغراق:
أمثلة:
– كل جزائري
إفريقي (ك.م)
مستغرق(+) غير مستغرق(_)
(الموضوع مستغرق بالسور الكلي،و المحمول غير مستغرق لأنه هناك أفارقة غير الجزائريون)
– ليس كل مؤمن
كذاب (ك.س)
مستغرق(+) مستغرق(+)
(الموضوع مستغرق بالسور الجزئي،و المحمول شامل لأفراده لأنه نفي الكذب عن كل المؤمنين،)
– بعض العرب
كرماء (ج.م)
غير مستغرق(_) غير مستغرق (_)
(الموضوع غير مستغرق بالسور الجزئي،و المحمول غير مستغرق لأن الكرم لا يشمل كل العرب بل بعضهم)
– ليس بعض التلاميذ
مجتهدين(ج.س)
غير مستغرق(_) مستغرق(+)
(الموضوع غير مستغرق بالسور الجزئي،أي شامل لكل أفراده)
إلى ماذا تعكس الكلية السالبة؟
إلى ماذا تعكس الجزئية الموجبة؟
إلى ماذا تعكس الكلية الموجبة؟
إلى ماذا تعكس الجزئية السالبة؟
و ك
ص و
الشكل “01”
ك و
ص و
الشكل “02”
و ك
و ص
الشكل “03”
ك و
و ص
الشكل “04 “
على أي أساس يعتمد العقل في عملية الاستدلال؟
“روح الاستدلال و عصبه فهي ضرورية له كضرورة الأعصاب و العضلات للمشي”
ـ طرية المعالجة:الجدلية
خطواتها التطبيقية:
I / المقدمة:
(طرح المشكلة) -مدخل: يتم فيه تقديم الموضوع بتمهيد له علاقة بالقضية المطروحة.
-إبراز القلق: إثارة الخلاف بين الأطروحتين المتناقضتين.
-طرح الإشكال: يشترط فيه أن يطرح بصورة جدلية تجعل القارئ يدرك أن هناك أطروحتين متناقضين.
II / التوسيع:(محاولة حل المشكلة)
الأطروحة: تحليل الأطروحة
البرهنة: تقديم الحجج والاستشهاد والتمثيل مع مراعاة الترقيم
كان يسمى عند أرسطو بالتحليل،و شراح أرسطو بالمنطق فقد أطلق عليه العرب مرة علم المنطق و مرة علم الميزان.
استنتاج جزئي
نقد الأطروحة: مناقشة وتقييم الأطروحة وإبراز مدى قوتها وضعفها .
نقيض الأطروحة: (ملاحظة : نفس المراحل المتبعة في الأطروحة السابقة)
التركيب: يتم التوفيق بين الأطروحتين مع إمكانية تقديم قضية تتجاوز الأطروحتين
III / الخاتمة:(حل المشكلة)
لماذا تختلف أحكامنا المنطقية؟ ولماذا تخطئ أحكامنا ؟
إلى أي حد تتأثر أحكامنا بذواتنا؟
هل يؤثر المجتمع الذي نعيش فيه على أحكامنا؟
إلى أي مدى يرتبط المنطق بالفلسفة؟
المكتسبات القبلية المفترضة:
– كفاءات وقدرات لغوية للتعبير والتواصل، والكتابة.
– كفاءات معرفية تاريخية مرتبطة بالحضارة اليونانية القديمة، والحضارة الإسلامية الوسيطة، والحضارة الغربية الحديثة والمعاصرة.
– معارف علمية وتاريخية سابقة.
– التمكن من الكفاءات الفلسفية المكتسبة من دراسة المشكلات الفلسفية المقررة السابقة.
مقدمة (طرح المشكلة)
ـ لما كان الإنسان غير معصوم من الخطأ فقد تمضي به الرؤية إلى الطريق الصواب ،و قد يأخذه الهوى و يقع في الخطأ و التناقض لهذا دعت الحاجة منه إلى السير وفق آليات و قواعد يرجوا من خلالها الوصول إلى المعرفة الصحيحة ، و تجنبه من الوقوع في الخطأ و عليه:
ـ كيف يتطابق الفكر مع نفسه؟و هل حصول هذا التطابق كاف لضمان وفاق جميع العقول؟و هل يكفي أن نعرف قواعد المنطق حتى نكون في مأمن من الخطأ؟
محاولة حل المشكلة:
(ـ مر التفكير المنهجي بمراحل أولها التفكير الفطري بالاعتماد على الخبرات و الفطرة و التجارب و تحكيم العقل دون اللجوء إلى قواعد أثناء البحث و إصدار الأحكام ،لكن بعدها بدأ التفكير المنطقي عند الإنسان و قد ظهر أول مرة في الفلسفة اليونانية ثم تطور بعد ذلك مع مختلف الحضارات. )فماذا نقصد بالمنطق؟
تعريف المنطق:
ـ أ ـ لغة:
ـ من حيث الاشتقاق الأصلي لها لكلمة لوجيك أي الكلام، و هي مشتقة من الكلمة اليونانية القديمة لوغوس و يقصد بها لب الفكر و جوهره أو العقل ،و عند المفكرين العرب أي في اللغة العربية فيقصد بها الكلام أو النطق الذي يدل على العقل و منه يقال “الإنسان حيوان ناطق” .
ب ـ اصطلاحا:
ـ يمكن تعريف المنطق تعريف يشمل أنواع المنطق المختلفة فنقول أنه اتفاق الفكر مع نفسه و مع الواقع.
ـ هو علم قوانين التفكير السليم يعتم بدراسة القواعد و الشروط الذي يتبعها العقل في بحثه فتقيه من الوقوع في الخطأ.
(يهتم بدراسة القواعد و الشروط التي يتبعها العقل في بحثه و هي التي تقيه من الوقوع في الخطأ و ترسم له خطة التفكير السليم لأن هذا الأخير يرسم لنفسه الطريق و يحدد القواعد التي يسير عليها في بحثه حتى لا يتيه أو يضل السبيل و يبتعد عن الحقيقة أو يخلط الصواب و الخطأ نتيجة تشابك المعتقدات الموروثة و الأوهام و الأفكار المسبقة و هذا ما دفع لإيجاد منهج يقيه من الزلل)
ـ يعرفه الفارابي في قوله”فصناعة المنطق تعطي بالجملة ،القوانين التي بشأنها أن تقوم العقل ،و تسدد الإنسان نحو طريق الصواب و نحو الحق.”
ـ
و يعرفه واضعه الأول أرسطو في قوله”الآلة التي تعصم الذهن من الوقوع في الخطأ””الأورغانون””آلة العلم و صورته”.
أنواعه:
أرسطي
المنطق الصوري رمزي
المنطق:
المنطق المادي استقرائي
استردادي
01 ـ متى ينطبق الفكر مع نفسه:
ـ يتجلى ذلك في معرفة وحدات التفكير المنطقي و قواعده و الحرص عمليا على
توافق النتائج مع المقدمات.
أولا: معرفة وحدات الفكر المنطقي و قواعده: أي المباحث التي يدرسها
01ـ التصور و الحد (مبحث التصورات و الحدود)
أ ـ التصور:
ـ هو فكرة كلية مجردة في مقابل الصورة الحسية أو المعنى الكلي المجرد و التصور ذهني ليس له وجود في الخارج لأن العقل أثناء التفكير يستغني عن المدركات الحسية مثل : الإنسان حيوان نبات
ـ و التصور عام و يشمل سائر الأفراد من النوع أو الجنس الواحد و ينظر إلى التصور من وجهتين:
من وجهة المفهوم:وهو مجموعة الخصائص و الصفات الجوهرية التي يتصف و يشترك فيها نوع من أنواع الموجودات تميزهم عن الأنواع الأخرى.
من وجهة الماصدق:هو مجموعة الأفراد الذين يصدق و ينطبق عليهم المفهوم
العلاقة بينهما:علاقة عكسية ،كلما اتسع المفهوم قل الماصدق ،و كلما اتسع الماصدق ضاق المفهوم.
ـ ب ـ الحد:
ـ و هو التعبير اللفظي للتصور بألفاظ منطوقة أو مكتوبة،و يعبر عنه بكلمة أو بأكثر(المصالحة الوطنية،أهل السنة)و يكون إما جزئي يشمل جزء من الأفراد لأن لهم نفس الصفات”كتاب الفلسفة”أو كلي لأنه يشمل مجموعة أفراد لاشتراكهم في صفة جوهرية”كتاب”.
. التعريف المنطقي:02
ـ للتعريف صورتين ” التعريف اللامنطقي و التعريف المنطقي “الأول يكون إما بالإشارة و هو أبسط أنواع التعريف أو بالمرادف مثل الليث هو الأسد أما الثاني فهو التعريف المنطقي الذي هو موضوع درسنا.
مفهوم التعريف:
ـ يعرفه أرسطو على أنه “التعريف المنطقي هو العبارة الدالة على ماهية الشيء” .
ـ و يعرفه الفارابي
“القول الشارح للشيء”
ـ فالتعريف يوضح معنى الشيء و يحدد خصائصه و يزيل عنه الغموض بحيث لا يحتمل أدنى التباس مع تعريفات غيره.
ـ و لكي يؤدي التعريف وظبفته حدد له المناطقة مقولات و قواعد:
ـ أ ـ مقولاته”الكليات الخمس”:
ـ هي ألفاظ منطقية و حدود كلية تحدد الصفات الجوهرية و العرضية للمعرف “الشيء”و لا يتم التعريف إلا بها و هي:
01 ـ الجنس
ـ هو لفظ”حد” كلي تندرج تحته مجموعة من الأنواع يشتركون في صفة أو عدة صفات جوهرية .
ـ مثال:الكائن الحي: إنسان حيوان نبات
الجنس
الأنواع
02 ـ النوع:
ـ يقول ابن حزم الأندلسي:”النوع واقع تحت الجنس” أي أنه لفظ كلي يندرج تحت الجنس و يطلق على مجموعة أفراد يشتركون في عدة صفات.
مثل:
إنسان : محمد رمضان يوسف
الأفراد ذكر أنثى
النوع
03 ـ الفصل النوعي:
ـ صفة جوهرية تفصل نوع عن سائر الأنواع (بين نوع و آخر)
مثل:
عاقل ،مفكر ، ناطق: العقل فصل نوعي يفصل الإنسان عن الأنواع الأخرى الواقعة تحت الجنس الواحد”حيوان ، نبات”.
الفصل النوعي
04 ـ الخاصة:
ـ صفة عرضية يتميز بها الشيء تنطبق على نوع واحد.
مثل: الضحك، البكاء، الكتابة كما هو عند الإنسان
الخاصة
العرض العام:
ـ صفة عرضية”ثانوية”مشتركة بين جميع الأنواع
مثل : التكاثر التناسل،التنفس ، المشي يشترك فيها الإنسان الحيوان النبات
الأنواع العرض العام
الإنسان
كائن حي
عاقل
ضاحك
يمشي على قدمين
نوع
الجنس
فصل نوعي خاصة
عرض عام
ـ نستنتج أن التعريف لا يتم إلا بالصفات الجوهرية “الثابتة”و هي الجنس و الفصل النوعي فهي عامة أما الصفات العرضية “متغيرة”و خاصة و هي الخاصة و الفصل النوعي.
ـ ب ـ قواعده:
01 ـ أن يكون التعريف بالماهية أي بالصفات الجوهرية الثابتة لا العرضية و ذلك بذكر الجنس القريب و الفصل النوعي
مثل: الإنسان كائن حي
عاقل
و ليس كائن حي يرتدي الملابس
الجنس الفصل النوعي
02 ـ أن يكون التعريف جامعا مانعا،بحيث يجمع جميع أفراد النوع الواحد و يمنع دخول أفراد نوع آخر
مثل :
ـ تعريف الإنسان:حيوان فيلسوف
ـ ليس جامع لأنه لا ينطبق على غير الفلاسفة
ـ تعريف الإنسان:حيوان ذو رجلين
ـ ليس مانع لأنه يدخل الطيور
03 ـ الحكم و القضية:
ـ 01 ـ الحكم:
أ ـ لغة:
ـ في اللغة الفرنسية: Jugement/في اللغة الانكليزية:Judgment/في اللغة اللاتينية:Judicium-Judicare.
ـ الفصل القاطع ،القضاء العادل.
ـ ب ـ اصطلاحا:
ـ هو التصديق العقلي بوجود نسبة بين المعاني،أو بوجود علاقة بين شيئين أي رابطة سواء بالنفي أو الإثبات.
ـ إسناد أمر لأمر آخر إيجابا أو سلبا.
ـ يقول أرسطوا في تعريفه”الربط بين تصورين”
ـ و يعرفه لالاند”قرار ذهني يثبت به العقل مضمون الاعتقاد و يقلبه إلى حقيقة”
أمثلة:
ـ الثلج أبيض، الحديد معدن منصهر، العلم نور،الجهل ظلام،الكتاب مفيد
(النافذة مفتوحة=وجود علاقة بين النافذة و الفتح لذا نحكم بعقولنا أنها مفتوحة)
02 ـ القضية:
أ ـ لغة:
ـ في الفرنسية:Proposition/في الانكليزية: Proposition/في اللاتينية: Propositio
ـ ب ـ اصطلاحا:
القضية في المنطق قول يصح أن يقال لقائله أنه صادق أو كاذب.
ـ هي التعبير اللفظي عن الحكم،الصيغة اللفظية التي تعبر عن الأحكام.
ـ جملة خبرية تحتمل الصدق أو تحتمل الكذب.(تنفي أو تثبت شيئا)
مكوناتها:
ـ و هي تتألف من حدين:الموضوع و المحمول و الرابط.
الموضوع: هو الذي نتحدث عنه.
المحمول :ما نقوله عنه”مجموعة الصفات التي تحمل على الموضوع”.
الرابط: الضمير الذي يربط بينهما و قد يكون مضمرا”هي ،هو…الخ” مثال:
السماء /غائمة
موضوع محمول
ـ الصدق سلاحنا
موضوع محمول
أجزاء القضية المنطقية:
الموضوع:هو حد عليه( الشمس).
المحمول:هو حد نحكم به(مشرقة)
الرابطة:هي العلاقة القائمة بين الموضوع والمحمول،وهي مضمرة في اللغة العربية،وظاهرة في اللغة الفرنسية.
مثال: السماء غائمة..الرابطة مخفية(هي) أي{السماء هي غائمة}فـ(هي)تسمى الرابطة لأنها تربط بين الموضوع والمحمول./بينما في الفرنسية غير مضمرة بل ظاهرة:فحينما أقول:Le ciel est nuageux،فـ(est)هي الرابطة.
الجهل عدونا”الجهل هو عدونا”
04 ـ أنواع القضايا:
ـ القضية المنطقية نوعان:حمليه بسيطة،شرطية مركبة
ـ أ ـ القضية الحملية البسيطة:
ـ بسيطة تتكون من موضوع ومحمول
وهي التي تحمل فيها الصفة على الموصوف نفيا أو إثباتا.
مثال:
الشمس /مشرقة
موضوع محمول
إذا نظرنا إلى القضية الحملية من ناحية الكم والكيف وجدناها تنقسم إلى أربعة أقسام:
كلية موجبة (ك.م):يكون فيها الحكم مثبتا{+} على كل أفراد الموضوع.
ـ مثال:كل التلاميذ حاضرون/أسوارها:كافة-عامة- جميع
ـ كل كتاب مفيد
ـ كل مبدع ذكي
كلية سالبة (ك.س): يكون فيها الحكم منفيا{_} على كل أفراد الموضوع.
ـ مثال:لا أحد من التلاميذ حاضر/أسوارها:لا أحد-لا واحد-ليس كل-ليس جميع.
ـ لا كتاب مفيد
ـ لا واحد من التلاميذ حاضر.
جزئية موجبة (ج.م): يكون فيها الحكم مثبتا{+} على بعض أفراد الموضوع.
ـ مثال:بعض التلاميذ حاضرون/أسوارها:جزء-فئة-معظم-جل.
ـ بعض التلاميذ مجتهدون
ـ بعض الكتب مفيدة.
جزئية سالبة (ج.س): يكون فيها الحكم منفيا{_} على بعض أفراد الموضوع
ـ مثال:ليس بعض التلاميذ حاضرون/أسوارها:ليس جل- ليس بعض.
ـ أ ـ الشرطية المركبة:
ـ هي قضية مركبة من قضيتين حمليتين تكون إحداهما شرطا للأخرى،فالقضية الأولى تسمى بالمقدم والثانية بالتالي
مثال:
إذا /
اجتهد عبد الرحمن في مشواره الدراسي/
نجح في حياته
أداة شرط الــــــــمــــــقدم التـــالي
وهي نوعان:
01- القضية الشرطية المتصلة:
ـ تتألف من قضيتين تربط بينهما أداة شرط تفيد الاتصال واللزوم، أي أن تحقق القضية الأولى يلزم عنه تحقق القضية الأخرى.”علاقة استلزام تفيد تتابع الأحداث”
/مثال: ـ إذا توفر الإنتاج انخفضت الأسعار
ـ إذا تعرض الحديد للنار انصهر
ـ إذا طلع النهار وجد الضياء
ـ إذا أقبل الصيف اشتد الحر
02- القضية الشرطية المنفصلة:
ـ تكون بين طرفيها علاقة انفصال و تنافر و عناد.
مثال: ـ إما أن تكون الإجابة صحيحة أم خاطئة(أداة شرط + أداة خيار)
ـ إما أن تكون عادلا أو ظالما
ـ إما أن يكون التلميذ ناجحا أو راسبا
ـ إما أن يكون العدد فرديا أو زوجيا.
05 ـ آليات الاستدلال”مبحث الاستدلالات”
ـ الاستدلال فعل ذهني مؤلف من أحكام متتابعة إذا وضعت لزم عنها بذاتها حكم آخر غيرها ،و لا يكون صادقا إلا إذا كانت مقدماته صادقة.
ـ استخراج قضية من قضية واحدة أو من عدة قضايا تلزم عنها بالضرورة و هو نوعان:
الاستدلال المباشر”من قضية”
الاستدلال
الاستدلال الغير المباشر(القياس)”من عدة قضايا”
ـ أ ـ الاستدلال المباشر:
ـ هو حركة الفكر من قضية إلى قضية أخرى لازمة عنها مباشرة و من دون التوسط بقضية أخرى.(استنتاج قضية من قضية أخرى).
ـ و له صورتان:
التقابل
العكس
01 ـ التقابل:
ـ هو الانتقال من قضية إلى قضية أخرى يشتركان في الموضوع والمحمول لكن يختلفان من حيث الكيف أو الكم أو الكيف و الكم معا.
ـ إننا نعرف أن القضية من جهة الكيف تكون “سالبة و موجبة”و من ناحية الطم تكون “كلية و جزئية” و عند الجمع بين الكم و الكيف نحصل على أربع أنواع من القضايا”ك م،ك س ،ج م،ج س”
ـ علاقات التقابل”أنواع التقابل”
ـ أ ـ تقابلا بالتناقض:
ـ يكون بين (ك م و ج س) و (ك س و ج م)، أي يكون بين القضيتين المختلفتين في الكيف و الكم.
ـ حكمها:لا تصدقان معا و لا تكذبان.
ـ ب ـ تقابلا بالتضاد:
ـ يكون بين (ك م و ك س)، أي يكون بين القضيتين الكليتين المختلفتين في الكيف و المتفقتين في الكم.
 
ـ حكمها:لا تصدقان معا و قد تكذبان معا.
ج ـ تقابلا الدخول تحت التضاد:
ـ يكون بين (ج م ، ج س)، أي قضيتين جزئيتين مختلفتين في الكيف و متفقتين في الكم.
ـ حكمها: قد تصدقان معا و لا تكذبان معا.
د ـ تقابلا بالتداخل:
ـ يكون بين (ك م ، ج م) أو بين (ك س و ج س)، أي بين قضيتين مختلفتين في الكم أي” الجزء و الكل”
حكمها: إذا صدقت الكلية صدقت الجزئية.
أمثلة:
.(كل إنسان عاقل،لا إنسان عاقل،بعض الناس عقلاء،بعض الناس ليسو عقلاء
كل تلميذ ناجح،لا تلميذ ناجح،بعض التلاميذ ناجحون،ليس بعض التلاميذ ناجحون.)
02 العكس:
ـ انتقال الفكر من قضية إلى قضية أخرى بتغيير الحدين بحيث يصبح المحمول موضوعا و الموضوع محمولا أي استنتاج قضية من قضية أخرى بحيث تخالفها في موقع كل من الموضوع و المحمول.
ـ فعكس قضية هو تحويلها إلى أخرى موضوعها محمول الأصل ومحمولها موضوع الأصل مع الاحتفاظ بالكم و الكيف”الصدق و الكيف أي الإيجاب و السلب”.
مثال:
لا إنسان خالد
لا خالد إنسان
ـ و يشترط لصحة العكس مراعاة قاعدتين أساسيتين هما:
أ ـ اتحاد القضيتين في الكيف:
ـ المحافظة على الكيف،فكيف القضية المعكوسة هو كيف الأصل، أي الانتقال من الموجب إلى الموجب و من السالب إلى السالب.
ب ـ قاعدة الاستغراق:
مفهوم الاستغراق:
ـ هو علاقة الموضوع بالمحمول،أو هو شمول الحكم على كل أفراد الموضوع أو المحمول بالإثبات أو النفي،فكلما كانت العلاقة شمولا فهو استغراق.
ـ هو شمول الحد لجميع أفراده أما إذا شمل البعض فكان غير مستغرق.
جدول الاستغراق:



القضية
الموضوع
المحمول
ك.م
+
_
ك.س
+
+
ج.م
_
_
ج.س
_
+
قاعدة الاستغراق:
ـألا يستغرق حد في القضية المعكوسة ما لم يكن مستغرقا في القضية الأصلية
و تطبيق هاتين القاعدتين على القضايا:
.ـ01ـ ك.س تعكس إلى ك .س:
مثال:
لا إنسان(+) خالد(+) عكسها
لا خالد(+) إنسان(+)(كل أفراد الموضوع غير خالدون) (عكس مستوي تام)
(التفريق بين الإنسانية و الخلود هو التفريق بين الخلود و الإنسانية)
02 ـ ج م تعكس إلى ج م:
مثال:
بعض الإنسان(-) حكيم(-) عكسها بعض الحكيم(-) إنسان(-)
الحكمة لا تشمل كل الناس بل بعضهم) عكس مستوي تام
03 ـ ك م تعكس إلى ج م:
مثال:
كل إنسان(+) فان(-)” المحمول غير شامل لأفراده فالفناء لا يخص الإنسان فقط) عكسها كل فان(+) إنسان
ـ هذا عكس باطل لأنه استغرق حد لم يكن مستغرق في الأصل
و عليه تعكس إلى جزئية موجبة:
بعض الفاني (-)إنسان (+)”تعيير الكم” عكس مستوي ناقص
04 ـ ج س تعكس إلى ج س:
مثال:
ليس بعض الإنسان(_) حكيما(+) عكسها ليس بعض الحكيم(-) إنسان.
ب ـ الاستدلال الغير المباشر”القياس”:
يعرفه أرسطو:”هو كلام متى وضعنا فيه شيئا لزم عنه شيء آخر بالضرورة”
ـ “قول مؤلف من قضايا إذا سلمت لزم عنها لذاتها قول آخر”
ـ أي أن القياس هو انتقال الفكر من مقدمتين إلى نتيجة لازمة عنها بالضرورة.
و منه نقول أن القياس مؤلف من ثلاث قضايا تسمى الأولى المقدمة الكبرى و الثانية الصغرى و الثالثة النتيجة.
ـ و من ثلاث حدود :حد أكبر،حد أصغر،حد أوسط
مثال 01:
كل إنسان فان مقدمة كبرى
محمد إنسان
مقدمة صغرى
محمد فان نتيجة
إنسان”حد أوسط”، فان”حد أكبر” ،محمد”حد أصغر”
مثال 02:
كل الكوارث الطبيعية
مضرة مقدمة كبرى
الزلزال كارثة طبيعية مقدمة صغرى
الزلزال مضر نتيجة
الكوارث الطبيعية”حد أوسط”، الزلزال”حد أصغر”، مضرة “حد أكبر”
ملاحظة:
الحد الأوسط يختفي في النتيجة فإذا كان القياس يحمل أكثر من 03 حدود يكون فاسدا.
مثال:
وردة ماء منظف
ووردة ابنتي
ابنتي ماء منظف
ـ يسمى هذا بأغلوطة الحد الرابع لأن كلمة وردة في المقدمة الكبرى،ووردة في المقدمة الصغرى مختلفة من حيث المعنى.
أشكال القياس:
الشكل”هي الصورة الحاصلة من وضع الحد الأوسط في كلتا المقدمتين”
ـ للقياس أربعة أشكال حددها أرسطو و هي تتوقف على موقع الحد الأوسط من المقدمتين.
الشكل الأول:
ـ الحد الأوسط موضوع في المقدمة الكبرى و محمول في المقدمة الصغرى.
مثال:
كل كائن حي يتغذى
كل نبات كائن حي
إذن فكل نبات يتغذى
الشكل الثاني:
ـ الحد الأوسط محمول في كلتا المقدمتين
مثال:
لا مفترس عاشب
كل ثور عاشب
لا ثور مفترس
الشكل الثالث:
ـ الحد الأوسط موضوع في كلتا المقدمتين.
مثال:
كل أسد لاحم
كل أسد ثدي
بعض الثدي لاحم
الشكل الرابع:
ـ الحد الأوسط محمول في الكبرى و موضوع في الصغرى
مثال:
كل نبات كائن حي
كل كائن حي يتغذى
بعض ما يتغذى نبات
قواعد القياس:
الشكل الأول:
ـ أن تكون كبراه كلية أن تكون صغراه موجبة
الشكل الثاني:
ـ أن تكون إحدى المقدمتين سالبة ـ أن تكون الكبرى كلية
الشكل الثالث:
ـ أن تكون الصغرى موجبة أن تكون النتيجة جزئية
الشكل الرابع:
ـ إذا كانت الكبرى موجبة وجب أن تكون الصغرى كلية
ـ إذا كانت الصغرى موجبة كانت النتيجة جزئية
إذا كانت إحدى المقدمتين سالبة وجب أن تكون الكبرى كلية.ـ
ثانيا: توافق النتائج مع المقدمات:
01 ـ مبادئ العقل:
ـ هي تلك المبادئ التي تنظم المعرفة،و تنسق أفعال العقل في بحثه عن الحقيقة(العقل لا يكون حرا في بحثه عن المعرفة بل مقيد بمبادئ)،فهي المنطلقات التي يرتكز عليها العقل في استدلالاته و أحكامه و تصوراته حتى يضمن الترابط المنطقي و يتجنب التناقض و هي:
01ـ مبدأ الهوية:
ـ مبدأ الذاتية و هو أحد مبادئ العقل الضرورية،و نعني به أن الشيء هو هو أي أن “الشيء هو نفسه”،و نرمز له أ هو أ، فهو يعبر عن الجوهر و ما هو ثابت لا يتغير و لا يتحول عن معناه إلى معنى آخر.
مثال:الإنسان هو الإنسان،القلم أحمر فمعنى القلم لا يتحول إلى مسطرة و الحمرة لا تتحول إلى سواد.
02ـ مبدأ عدم التناقض:
ـ هو أحد المبادئ الأساسية التي يعمل بها العقل و معناه أنه من الممتنع أن يكون الشيء موجودا معدوما ،أو متصف بصفة و غير متصف بها في نفس الوقت(الموجود موجود و المعدوم معدوم و من الممتنع وجود الشيء و انعدامه في نفس الوقت).
مثال:لا يمكن القول الأرض كروية و غير كروية في نفس الوقت.
03 ـ مبدأ الثالث المرفوع:
ـ و هو أيضا من المبادئ الأساسية التي يلتزمها العقل و معناه أن الشيء إما أن يكون موجودا أو معدوما و لا يوجد حالة ثالثة أو لا وسط بين المتناقضين (القضية إما ك و إما ص لا ثالث بينهما).
مثال:التلميذ حاضر أو غائب لا وجود لحالة تتوسط الحضور و الغياب.
04 ـ مبدأ السبب الكافي:
هو أحد مبادئ العقل،و معناه لكل ظاهرة سبب ،و لكل سبب مسبب، ومن المحال أن يحدث شيء من لا شيء .
مثال:النار علة الاحتراق ،الاجتهاد علة النجاح.التبخر سببه الحرارة.
05 ـ مبدأ الغائية:
ـ لكل موجود غاية مثال غاية وجود الإنسان عبادة الله.
02 ـ انتقاء المقدمات و احترام الضرورة الملزمة:
ـ السبيل الذي يصل المقدمات بالنتائج المترتبة عليها بالضرورة،هو محاولة تحصين الفكر من التنازع مع نفسه،و لا يتم ذلك لو لم تكن المقدمات سليمة و بديهية وفق المبادئ المذكورة و هو ما يوافق انطباق الفكر مع نفسه.
ثالثا: و هل حصول هذا الانطباق كاف لضمان وفاق جميع العقول؟
النشاط:” درس مقالي”
مقدمة: (طرح المشكلة)
ـ يحتاج تفكير الإنسان إلى قواعد منهجية يتبعها عقله حتى تكون معارفه سليمة و صحيحة،لهذا السبب بالذات عمد فلاسفة اليونان إلى ابتكار علم دقيق يحكمه و هو علم المنطق الذي يعرف على أنه مجموعة من الشروط التي تعصم الذهن من الوقوع في الخطأ ، و هذا ما كان موضع خلاف بين أنصاره الذين يرون أن امتلاك قوانين المنطق و مراعاتها شرط لعدم الوقوع في الخطأ،و بين من يرى أنه برغم من امتلاكه يصل الإنسان في أبحاثه إلى نتائج خاطئة و عليه:
ـ هل حصول هذا الانطباق كاف لضمان وفاق جميع العقول؟
ـ هل المنطق الأرسطي ضروري و ذو قيمة؟
التوسيع: (محاولة حل المشكلة)
الموقف الأول:الأطروحة:
ـ حصول هذا الانطباق كاف لضمان وفاق جميع العقول و عليه المنطق الأرسطي ضروري .
البرهنة:
ـ عمل المنطق منذ بداية ظهوره من أجل الحفاظ على تماسك الفكر من الوقوع في الخطأ و المغالطات،لذلك كان يتضمن قواعد فكرية تستدعي أن يلتزم بها ذهن الإنسان تجنبا لأي خطأ يقع فيه،حيث لا يضمن العقل سلامة استدلالاته و الصرامة المنطقية في بلوغ الحقائق من انسجام و عدم تناقض إلا بمراعاة القواعد المنطقية.
ـ و قد تمثلت مختلف قواعد المنطق الصوري في ثلاث مباحث أساسية هي مبحث الحدود و التصورات،و مبحث الحكم و القضايا،و مبحث الاستدلالات المباشرة و القياس،إضافة إلى مبادئ العقل “الهوية،عدم التناقض، الثالث المرفوع”التي تعتبر روح الاستدلال و عصبه كما يقول ليبنز وواضع هذه القواعد الفيلسوف اليوناني أرسطو الملقب بالمعلم الأول
و الذي يعود له الفضل في إبراز شروط التفكير الصحيح و ترتيبها و تنظيمها في إطار سماه بالمنطق ، و عرفه بقوله”آلة تحصيل العلوم” ،أو “الآلة التي تعصم الذهن من الوقوع في الخطأ”.
ـ و لقد تأثر بعض العلماء المسلمين بهذا العلم جراء اتصالهم واحتكاكهم بالحضارة اليونانية و منهم أبو نصر الفارابي في كتابه “إحصاء العلوم”الذي شبه المنطق” بالصناعة التي تعطي بالجملة القوانين التي من شأنها أن تقوم العقل و تسدد الإنسان نجو طريق الصواب و نحو الحق في كل ما يمكن أن يغلط فيه من المعقولات”.وقد اعتبره رئيس العلوم.
و نجد
الجرجاني في قوله”آلة قانونية تعصم مراعاتها الذهن من الوقوع في الخطأ”.
ـ و من المعجبين أيضا بالمنطق نجد حجة الإسلام “أبو حامد الغزالي “في قوله “من لا يحيط بالمنطق فلا ثقة بعلومه أصلا”،الذي اعتبره فرض كفاية،و كان ابن سينا يسميه بخادم العلوم ،و ظل يحظى بهذه القيمة حتى العصور الوسطى مع القديس توما الإكويني يعتبره الفن الذي يكفل لعمليات العقل الاستدلالية قيادة منطقية و ميسرة خالية من الخطأ.
ـ و من علماء العصر الحديث نجد هانزرريشنباخ في قوله”بفضل دراسة أرسطو للصورة المنطقية ،اتخذ الخطوة الأولى التي أدت إلى قيام المنطق” .
ـ و عليه المنطق من خلال أنصاره هو معيار العلم و ميزان الحق و إذا كان العقل البشري هدفه بناء المعرفة الصحيحة و بلوغ الحقيقة، فإن المنطق هو الوسيلة التي تمكنه من تحقيق هذه الغاية.
نقد:
ـ حقا المنطق من العلوم العقلية القديمة التي استحوذت على اهتمام الفلاسفة و المناطقة قديما و حديثا إلا انه لم يلق بالترحيب الكلي من طرف الجميع فقد وقف البعض منها موقف العداء الشديد خاصة من بعض فلاسفة و فقهاء الإسلام، لأنه ليس أساس كل معرفة إنسانية فهو لم يعط الجديد ، حيث تلاشت أهميته في الفترة الحديثة التي ازدهرت فيها الرياضيات و الفيزياء و غيرها من العلوم الدقيقة.
الموقف الثاني نقيض الأطروحة
ـ قد يحصل الانطباق و لا تتفق جميع العقول بمعنى المنطق الصوري لا قيمة و غير ضروري.
البرهنة:
ـ كان المنطق الصوري يعتبر معيار لدراسة لما امتاز به من دقة عقلية ،إلا أن هذه النظرة فيها الكثير من المبالغة لأن المنطق الصوري هو اجتهاد بشري يعتريه النقص و من جملة الانتقادات التي وجهت له:
ـ أنه منطق تكراري لعدم مواكبته العصر خاصة القياس الأرسطي الذي تعتبر النتيجة فيه تحصيل حاصل لأن النتيجة متضمنة في المقدمات كما أن أرسطو وقع في التكرار لأن المبدأين الثاني و الثالث متضمن في الأول.
ـ و هكذا تلاشت قيمة المنطق الأرسطي و حكم عليه بالعقم
و عدم الخصوبة و المرونة في منهجه ،بحجة استخدامه اللغة الشائعة “الألفاظ العادية” التي تؤدي إلى المغالطات و الملابسات (و الواقع يؤكد أن الرياضيات أصبحت لغة العلوم لما انفصلت عن الفلسفة و اتخذت لغة الرموز).
و هو ما أشار إليه ثابت الفندي في قوله”مادام المنطق يتعامل بالألفاظ لا الرموز ،فإنه يبقى مثار جدل حول المفاهيم و التصورات المستعملة فضلا عن عقمه إذا تعلق الأمر بالقياس الأرسطي”
و هذا ما أشار إليه بول فاليري
“ليس للمنطق إلا مزايا متواضعة حينما استخدم اللغة العادية أي دون تعريفات مطلقة” و يقول مويى”إن اللغة غير دقيقة ،فالكثير من أهم ألفاظها مبهم ،و العلم يتكلم لغة في غاية الدقة،لغة الرياضيات التي مكن بناؤها منذ ألفيتين من التخلص من المبهمات”.
ـ و عليه المنطق كيفي لا كمي يهتم بصورة الفكر لا بمادته،مما جعله صالح للمناقشة و النقد أكثر مما يصلح للبحث عن الحقيقة.
ـ و امتدت هذه الحركة النقدية إلى بعض العلماء و الفلاسفة الأوروبيين أمثال فرانسيس بكون و ج.س.م،ديكارت،اللذين أكدوا عجز المنطق الصوري عن مسايرة الحركة العلمية في القرن 17م.
ـ حيث وجه له فرانسيس بكون في مشروعه الأورغانون الجديد التهمة القائلة “أن المنطق الصوري بعيد عن الطبيعة التي لا تكشف عن أسرارها إلا إذا اتبعنا منهجا قائما على الملاحظة و التجربة”، و أسس منطق جديد المنطق المادي القائم على المنهج التجريبي.
ـ و معيار المعرفة عند ج س م التجربة لا انطباق الفكر مع نفسه،أما ديكارت فقد حكم عليه بأنه “منطق عقيم و أجوف”
ـ و لم يعرف المنطق الصوري اتجاها مخالفا لمنطق أرسطو “منتصف القرن 19م”حيث اتجه المناطقة من اللفظ أو التصور إلى الرمز للتخلص من غموض اللغة ووضعوا رموز للتعبير عن العلاقات المنطقية و هو ما يعرف بالمنطق الرمزي الجبري اللوجستيكي الرياضي.
ـ إضافة إلى ظهور المنطق الجدلي مع هيجل القائم على مبدأ التناقض لأن العالم محكوم به و عالم الأفكار في صيرورة و تغير و يتألف هذا المنطق من الموضوع، نقيضه، و التركيب بينهما، يقول ليفي برول”تاريخ الفكر هو تاريخ التجديد و التصحيح أي التمرد على المبادئ” .
ـ إضافة إلى الكثير من العلماء و الفقهاء الذين وقفوا على عيوب المنطق من بينهم ابن تيمية الذي قدم للمنطق نقد منهجي ليس مخالف للصحيح المنقول بل للمعقول”إنه منطق متعلق بتربة اليونان”.
و ابن صلاح السهرودي في قوله”فأبو بكر و عمر و فلان وفلان وصلوا إلى الغاية نمن اليقين و لم يكن أحد فيهم يعرف المنطق” .و في قوله” من تمنطق تزندق” .
ـ و عليه يكون المنطق غير كاف لضمان وفاق جميع العقول.
نقد:
لكن هذه الانتقادات رغم وجاهتها لا تعد مبررا كافيا للتنكر لهذا المنطق ،لأن العلوم التجريبية و إن قامت على المنطق المادي إلا أنها لا تستغني عن المنطق الصوري لأنه عاصم الذهن من الوقوع في الخطأ من الناحية الشكلية.
التركيب:
حقيقة أن المنطق ليس معيارا في جميع المعارف لكن هذا لا يجعلنا نقلل من قيمته بحيث كان و لا يزال يوجه معارف الإنسان و يقومها، و يبقى المنطق التقليدي من المباحث الرئيسية للفلسفة،و الدراسات العلمية المعاصرة رغم تطورها لا تزال تعتمد على المنطق الصوري.
خاتمة(حل المشكلة):
ـ لو نظرنا إلى تطور العلم من جهة و المنطق من جهة أخرى لوجدناه بقي حبيس منهجه التقليدي القديم على غرار باقي العلوم الأخرى التي تطورت و أحرزت مرتبة مرموقة كما هو حال الرياضيات و الفيزياء و الكيمياء و غيرها من العلوم الدقيقة،لكن لا يمكننا أن ننكر دور و أهمية المنطق الصوري في تثبيت المعرفة الإنسانية بفضل شروطه الصورية و قواعده المضبوطة التي من دونها نقع في التناقض لذلك يتوجب توظيفه و ربطه بالدراسات العلمية الجديدة
رابعا -وهل يكفي أن نعرف قواعد الفكر المنطقي حتى نكون في مأمن من الأخطاء ؟
ـ إن الإنسان كائن عاقل ولكنه يتميز بعواطفه وأهوائه ورغباته، كما أنه يعيش داخل مجتمع والسؤال الذي يواجهنا هنا هو تأثر أحكامنا بما يختلج ذواتنا من مشاعر وأحاسيس، بمعنى آخر ما مدى تأثير الذات والمجتمع على تفكيرنا المنطق؟
أولا :تأثير الحتمية النفسية على الحكم المنطقي:
ـ يعتبر الحكم الوحدة الأساسية في التفكير المنطقي، ووظيفته عقلية تخص الذات المفكرة”التفكير فردي”،و هذا ما أكده السفسطائيين يقول بروتاغوراس
“الإنسان مقياس الأشياء جميعا” فما يراه الشخص أنه الحقيقة فهو الحقيقة، فلا شيء في ذاته حقيقي، وإنما تستمد الأشياء حقيقتها من رأيي ورأي هذا ورأي ذاك. كما أن البراغماتيين لا يعتقدون بصحة شيء إلا إذا حقق نفعا ماديا ومعنويا، ولذلك فإن الأفكار الصادقة هي الأفكار الناجحة أما الأفكار الخاطئة فهي الفاشلة، كما نجد أن العواطف والأهواء والانفعالات تجعلنا نخطئ في أحكامنا المنطقية،يقول كانط:”العاطفة سرطان العقل.”.
ثانيا: تأثير الحتمية الاجتماعية على الحكم المنطقي:
ـ إن الحكم في رأي أنصار النزعة الاجتماعية عملية يكتسبها الفرد داخل الوسط الاجتماعي، فهو ليس في جوهره مسألة فردية أو نفسية، فتفكير الإنسان هو تفكير المجتمع الذي يعيش فيه ، وضميره هو ضمير الجماعة التي ينتمي إليها، فإذا خالفها لقي المقاومة، فلكي يحكم الأفراد على الصواب والخطأ لابد أن يتفقوا على مبادئ أولية ينظمون سلوكهم على أساسها كالإجماع عند المسلمين فالبرهنة والمناقشة والرفض عمليات فكرية يتعلمها كل فرد خلال حياته الاجتماعية عن طريق التربية (الأسرة، المدرسة، الشارع)( فمثلا “حي بن يقضان” مستغن عن المنطق لأنه لا يعقل أن يقنع نفسه بنفسه، وكذلك الطفلة “كمالا” لا تدرك الصواب والخطأ لأنها عاشت في الغابة بعيدا عن المجتمع،) فالحكم المنطقي هو الحكم المقنع للجميع يقول غوبلو:
“إن الحقيقة لا يمكن أن تفهم ولا أن تفسر إلا بالحياة الاجتماعية”
ثالثا: تأثير حتمية الفكر الفلسفي على الحكم المنطقي:
ـ تختلف وظيفة المنطق باختلاف التصورات الفلسفية الإيديولوجية (الفكرية) والعقائدية (الدينية).
ـ إن التفكير المنطقي يساير التفكير الفلسفي، فمنطق أرسطو التقليدي تأثر بالبحث الميتافيزيقي الذي تميزت به الفلسفة اليونانية ، فهذا المنطق لا يؤمن إلا بوجود حالتين الصدق أو الكذب ، أما المنطق الوضعي (المادي) فقد تأثر بظهور النزعة الوضعية التي كانت تبحث في الأسباب الحقيقية للظواهر ، أما في الفكر الإسلامي فإن المنطق السائد لا يتوقف على حالتي الصدق والكذب أي الحلال والحرام بل يرى إمكانية وجود حالات وسطى بين الحلال والحرام (المندوب، المكروه،…)
ـ وهكذا فإن النظرية المنطقية تختلف باختلاف الأساس الذي يبنى عليه التفكير الفلسفي لعصر معين، يقول محمد ثابت الفندي :”لا شك أن موقف الإنسان من فكرة الحقيقة ومدى التعيين فيها إنما يتأثر تماما باعتناقه منطقا دون آخر من أنواع المنطق العديدة”.
خاتمةLحل المشكلة)
ـ لقد اهتم أرسطو بالمنطق وقواعده ،إذ كان أول من نظمه كعلم وميزه عن سائر العلوم، وجعله مسخرا لخوض القضايا الفكرية وبالتالي كانت قواعده وإلى غاية بداية العصر الحديث من أهم المواد التي تدرس ولكن اهتمامه بالتطابق مع الذات أي بصورة الاستنتاج أدى إلى ظهور مآخذ لأن الإنسان لا يعيش متقوقعا على ذاته فهو متجه لخوض الموضوعات الخارجية في بحثه.
شاهد ايضا مذكرة درس المنطق المادي من هنا
شاهد مذكرات كل الدروس من هنا

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *